الأخبار

حسان دياب يطلق صيحة فزع: ساعدونا قبل زوال لبنان

بات لبنان على حافة الكارثة الكبرى في ظل انهيار دراماتيكي للوضع الاقتصادي مرفوقا بغياب حلول لتشكيل حكومة تتولى عملية الإنقاذ، ولا يبدو أن مناشدات رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال للدول ستؤتي أكلها في ظل فيتو يمنع أي دعم دون الإصلاحات المطلوبة.

بيروت- أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الثلاثاء صيحة فزع حيال ما ينتظر اللبنانيين في الأيام القليلة المقبلة في حال استمر الجمود الراهن، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك “لمنع زوال لبنان” وذلك بعدم ربط المساعدات بتشكيل حكومة جديدة.

وجاءت تصريحات دياب قبيل ساعات من زيارة لوزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بدأها مساء الثلاثاء إلى بيروت للقاء كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، إلى جانب قائد الجيش العماد جوزيف عون.

وقال دياب في كلمة ألقاها أمام عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، “أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثران على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله”.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصاديا متسارعا، صنّفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس وإجراءات مواجهة فايروس كورونا.

ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، حيث يغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهراً دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

أقصى ما يمكن أن يثيره المسؤول القطري هو ضرورة التنازل من أجل تسوية حكومية ترضي الأقطاب الدولية

وتقول أوساط سياسية إن زيارة وزير الخارجية القطري، لا تخرج عن دائرة توجيه رسائل تحذيرية من أن هناك تمش دولي حاسم بأن لا مساعدات للبنان دون حكومة جديدة تتولى الإصلاحات، وأن رهان البعض على سياسة العض على الأصابع لن تأتي أكلها.

وتشير الأوساط إلى أن قطر لا تملك القدرة على تقديم حلول للبنان باستثناء الأموال، وحتى هذه المسألة ليست عمليا بيدها حيث أنها بحاجة لضوء أخضر من المجتمع الدولي، وأن أقصى ما يمكن أن يثيره المسؤول القطري هو ضرورة التنازل من أجل تسوية حكومية ترضي الأقطاب الدولية.

ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان. وكانت فرنسا، التي تقود ضغوطاً دولية لتشكيل حكومة جديدة، والأمم المتحدة نظمتا منذ سبتمبر مؤتمرين دوليين، قدّما مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الانفجار ومنظمات المجتمع المدني، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

ونبّه دياب في كلمته إلى أن “لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة”. وأشار إلى أن الأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون “تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء”، معتبراً أنّ “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة”.

وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال قادة الدول والمجتمع الدولي “المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان” الذي بات “على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي”. وأضاف مخاطباً الدبلوماسيين “أدعوكم إلى.. أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان”.

وتعمق الأزمة الاقتصادية المتمادية معاناة اللبنانيين الذين باتوا يئنون تحت وطأة تراجع استثنائي لقدراتهم الشرائية، فيما خسرت الليرة اللبنانية حتى الآن أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار. وينتظر المواطنون لساعات في طوابير أمام محطات الوقود، أو بحثاً عن أدوية بات معظمها مفقوداً، وسط تقنين قاس في الكهرباء.

قطر لا تملك القدرة على تقديم حلول للبنان باستثناء الأموال، وحتى هذه المسألة ليست بيدها بل بقرار من المجتمع الدولي

ولم يبق أي مرفق عام أو خاص أو طبقة اجتماعية بمنأى عن تداعيات الانهيار. وترفع قطاعات عدة صوتها يومياً محذرة من عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات، في وقت بدأت الحكومة، على وقع شحّ احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، بترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية.

وأقر دياب أن ما تتخذه حكومته من إجراءات وتدابير “نجحت في تأجيل الانفجار وليس منعه”، معتبراً أنّه “لا تستطيع هذه الحكومة ولا أي حكومة أخرى أن تنقذ البلد من المأزق، من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى