الأخبار

جهود إيرانية لإحباط إنشاء آلية عسكرية لحماية الملاحة البحرية

المنامة – أجرت إيران اتصالات مع كلّ من قطر والكويت وسلطنة عمان في محاولة لإحباط جهود الولايات المتحدة وبريطانيا لتأسيس جبهة مضادة لها في المنطقة، فيما هاجمت مملكة البحرين لتوقّعها انخراط المنامة في تلك الجهود.
ووجّهت إيران، الخميس، سهام نقدها للبحرين على خلفية احتضانها مؤخرا اجتماعا دوليا لمناقشة أمن الملاحة البحرية، متّهمة إياها بالانخراط في أنشطة معادية لها واستدراج قوى أجنبية للتدخل عسكريا في المنطقة، بينما ردّت المنامة رافضة الاتهامات الإيرانية وداعية طهران لتجنّب لغة التهديد والجنوح إلى التهدئة حفاظا على مصالح الجميع.
أمير حاتمي: التحالف الذي تسعى واشنطن لإنشائه يؤدي إلى مزيد من فلتان الأمن
وجاء ذلك بينما أجرت طهران اتصالات مع كلّ من قطر والكويت وسلطنة عمان، حيث قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، في مكالمة هاتفيه مشتركة مع نظرائه في الدول الثلاث إنّ “التحالف العسكري الذي تسعى واشنطن لإنشائه بذريعة توفير أمن الملاحة البحرية من شأنه أن يؤدّي إلى مزيد من فلتان الأمن في المنطقة”، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وتعليقاً على الأنباء بشأن رغبة إسرائيل في الانضمام إلى القوة العسكرية البحرية، قال حاتمي إنّ “هكذا خطوات محتملة تحمل طابعا استفزازيا للغاية ويمكن أن تعود بتداعيات كارثية على المنطقة”.
ووصف الولايات المتحدة بأنّها المصدر الرئيسي للتوتّرات في المنطقة، ودعا دول الخليج إلى الدخول في “محادثات بنّاءة” لتقوم بنفسها بتوفير الأمن البحري.
والأسبوع الماضي، استضافت البحرين، اجتماعا عسكريا دوليا، بمشاركة دول أجنبية بينها الولايات المتّحدة وفرنسا، لبحث أوضاع المنطقة وأمن الملاحة البحرية بمياه الخليج ومضيق هرمز. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بشأن موضوع الاجتماع إنّه مخصص لبحث تأمين ممرات التجارة والطاقة وتعاون دول الخليج مع الحلفاء والشركاء الدوليين.
وقالت وسائل إعلام بريطانية إنّ لندن دعت لاجتماع المنامة عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى في محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية الشحن عبر مضيق هرمز. وأوضحت صحيفة الغارديان أن بريطانيا تأمل أن تنشئ جسرا بين الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل ألمانيا التي تحجم عن المشاركة في المهمة التي تريد واشنطن قيادتها.
وقالت مصادر بريطانية إنّ اقتراحا سبق أن تقدّم به وزير الخارجية البريطاني السابق جيرمي هانت يقضي بإنشاء قوة حماية أوروبية لمنع إيران من مصادرة ناقلات النفط في المستقبل.
ولم يصدر عن المجتمعين ما يدل على التوصّل إلى اتفاقات محدّدة ونتائج عملية واضحة، بينما توقّع مراقبون أنّ السبب وراء ذلك هو تواصل التباعد في الرؤى بين القوى الدولية حول الآليات الكفيلة بضمان أمن الملاحة في الخليج، مشيرين إلى تعثّر جهود الولايات المتحدة وبريطانيا في تأسيس تحالف دولي واسع لحماية حركة التجارة الدولية في الخليج وبحر عمان بسبب تردّد بعض كبار الحلفاء ورفض البعض الآخر المشاركة في ذلك التحالف.
وتعرض الولايات المتحدة نفسها كقائدة لمواجهة الأنشطة الإيرانية المهدّدة لأمن الملاحة البحرية، إلاّ أنّ شكوكا كبيرة بدأت تحوم حول نجاعة الجهد الأميركي في ظل مواجهة واشنطن لصعوبات قد تحول دون تشكيل تحالف دولي في الخليج لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز بسبب مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من الانجرار إلى نزاع مع إيران، حيث لا يزال الغربيون يرفضون حتى الآن الاقتراح الأميركي بنشر وسائل عسكرية إضافية لمرافقة السفن في المنطقة.
ودعت مملكة البحرين، الخميس، إيران إلى وقف إطلاق التهديدات والالتزام بالتهدئة، حفاظا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي وحرية الملاحة البحرية.
Thumbnail
وجاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية البحرينية ردا على تصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي حول استضافة المنامة الأسبوع الماضي اجتماعا عسكريا دوليا بحث الأوضاع الراهنة بالمنطقة.
وطالبت المنامة طهران بـ”وقف التصريحات غير المسؤولة أو إطلاق التهديدات التي من شأنها إثارة التوتر، والالتزام بالتهدئة احتراما لمصالح جميع دول المنطقة، وحفاظا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وأكدت البحرين أن هذه التصريحات تعكس “الإصرار الواضح على عرقلة كافة الجهود والمبادرات الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار وحرية الملاحة البحرية في الخليج العربي والمنطقة بأسرها”. وقالت إنّ “استضافة هذه الاجتماعات والمؤتمرات يأتي تأكيدا لمساعي البحرين الدؤوبة وسياستها الثابتة والمرتكزة على المشاركة الفعالة من أجل توفير كل سبل الأمن والسلام في المنطقة”.
وفي وقت سابق الخميس، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، البحرين بوقف ما وصفه بـ”إجراءات معادية” لطهران واتباع نهج بنّاء بدل اعتماد دور تحريضي ضدها.
واعتبر موسوي في تصريح أوردته الوكالة الإيرانية الرسمية أنّ “عقد اجتماعات مريبة واستفزازية.. خطوة باتجاه زعزعة الاستقرار والأمن وتمهيدا لتدخل القوات الأجنبية القادمة من خارج المنطقة”.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات ضد ناقلات نفط في الخليج وبحر عمان في مايو ويونيو الماضيين. واحتجزت إيران في 19 يوليو الماضي ناقلة النفط السويدية ستينا أمبيرو التي ترفع العلم البريطاني بدعوى “عدم احترام القانون الدولي للبحار”، لكنّ الأمر كان ردّا واضحا على حجز السلطات البريطانية في جبل طارق ناقلة النفط الإيرانية “غرايس وان”.
وأقدمت إيران الأحد الماضي مجدّدا على احتجاز سفينة أجنبية في الخليج بدعوى نقلها وقودا مهرّبا، بينما وصفت دوائر إقليمية ودولية ذلك بأنّه “عمل من أعمال القرصنة المجرّمة في القانون الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى