تقنية

تيم كوك أسكتوا إشعارات هواتفكم

تيم كوك أسكتوا إشعارات هواتفكم

شركات وادي السيليكون استغرقت من الوقت 20 عاما للاعتراف بتسببها في إدمان مستخدميها على هواتفهم.

الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك أعاد التذكير، في تصريح جديد، بضرورة إقلاع المستخدمين عن الهواتف الذكية، مقدما حلا يستخدمه شخصيا متمثلا في إسكات إشعارات هاتفه.

واشنطن – كشف الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك خلال منتدى لمجلة تايم الثلاثاء عن كيفية تعامله مع هاتفه آيفون، ودعا مستخدمي هذا الهاتف إلى التحكم في الإشعارات التي تصلهم.
وأكد كوك خلال المنتدى أن أبل عندما صممت الجهاز لم تقصد أبدا أن يؤدي إلى إدمان المستخدمين عليه. وقال “لا نريد أن يستخدم الناس هواتفهم طوال الوقت. لم يكن هذا هدفنا أبدا”.
وتطرق كوك إلى قضية الكم الهائل من الإشعارات التي تصل الهواتف، قائلا “في كل مرة تلتقط فيها هاتفك، فهذا يعني أنك تتجاهل كل من تتعامل معه، أو تتحدث إليه”.
وأضاف “إذا كنت تنظر إلى هاتفك أكثر مما تنظر في عيون شخص آخر، فأنت مخطئ”.
وكشف أنه هو شخصيا أغلق هذه الخاصية في التطبيقات التي يستخدمها في هاتفه، وعن ذلك يقول “سألت نفسي: هل أنا حقا بحاجة إلى آلاف الإشعارات كل يوم؟ إنه شيء لا يضيف قيمة لحياتي، أو يجعلني شخصا أفضل”.
وسبق لكوك أن قال في يوليو 2018 إنه “يخشى أن يقضي الكثير من الوقت في التحديق في جهاز الآيفون المتوهج في جيبه”.
وقال كوك (58 عاما) “أود أن أقول إني ظننت أنني منضبط نوعا ما حيال ذلك، وكنت مخطئا. اكتشفت أنني أقضي وقتا أطول بكثير مما ينبغي لي”.
وتعتبر المشكلة مألوفة بالنسبة إلى الكثير من الناس، ومع ذلك فإن كوك في وضع فريد يسمح له بحلها.
وبصفته الرئيس التنفيذي لشركة أبل، يتعين عليه تحقيق توازن دقيق بين التصدي لمشكلة الإدمان على الشاشة، والاعتراف بأن شركته قد تكون مسؤولة عن ذلك.
وقال كوك لشبكة “سي.أن.أن” إنه يريد لزبائن شركة أبل أن يكونوا “راضين وحاصلين على التمكين” من أجهزة الشركة، لكنه أصر “لم نكن نريد من الناس أن يقضوا الكثير من الوقت، أو كل وقتهم، في متابعتها”.
وأضاف كوك أن الزبائن الذين يفتحون أجهزة الأيفون التي لديهم كل خمس دقائق يبالغون، لكنه لم يشر إلى عدد المرات التي يعتبر فيها ذلك مقبولا.

شركة أبل صممت العام الماضي مجموعة من الضوابط من أجل السماح بتتبع مقدار الوقت

وكشفت شركة أبل العام الماضي النقاب عن مجموعة من الضوابط في نظام التشغيل “آي.أو.أس″ iOS من شركة أبل، المصمم من أجل السماح للمستخدمين بتتبع مقدار الوقت الذي يقضيه الواحد منهم في التطبيقات، وتقليل عدد الإشعارات التي يتلقونها.
ومع ذلك، عندما احتفلت شركة أبل بالذكرى العاشرة لمتجر آيفون للتطبيقات بعد ذلك ببضعة أسابيع، احتفل بيانها الصحافي بشعبية لعبة الطيور الغاضبة Angry Birds ولعبة كاندي كرش ساجا Candy Crush Saga، دون الإقرار بالدور الذي لعبه وابل الأصوات والإشعارات في منصتها، في تدريب المستهلكين على النظر في شاشاتهم باستمرار.
يذكر أن شركات الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك وتويتر تعتمد على جذب انتباه المستهلكين لتأمين إيرادات الإعلانات.
والآن، اتخذ وادي السيليكون ما يعرف على نطاق واسع بأنه الخطوة الأولى نحو علاج الشخص من الإدمان: الاعتراف بأن لديه مشكلة.
ولأن الهواتف الذكية هي أكثر الأجهزة شيوعا من أجل الدخول إلى الإنترنت، فقد ركز الناشطون انتباههم على شركتي أبل وغوغل، التي تصنع نظام التشغيل أندرويد الذي يشغل الغالبية العظمى من الهواتف الذكية في العالم، ما يجعل الشركتين بمنزلة حارستين على بوابات هذا العالم.
ولم تظهر بعد تهديدات قانونية خطيرة أو دعاوى قضائية جماعية حول الإدمان على الهواتف الذكية. ومع ذلك، فقد اتخذت كل من شركتي غوغل وأبل خطوات لمعالجة المشكلة.
ورغم ذلك، يريد بعض الناشطين رؤية شركات وادي السيليكون، التي تمتلك مئات الملايين من الدولارات تحت تصرفها، وهي تمضي إلى ما هو أبعد من ذلك.
ويطالب ديفيد جرينفيلد -وهو أخصائي في علم النفس السريري أسس “مركز الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا”، ومقره كونيتيكت- بالمزيد من التثقيف.
ويحذر من أن الميزات التي أطلقتها مجموعات التكنولوجيا الكبيرة قد لا تساعد “المدمنين المتشددين”، أي مستخدمي الهواتف الذكية الذين يقضون وقتا يتجاوز المعدل المنصوح به، والبالغ خمس إلى سبع ساعات يوميا.
ويتساءل جرينفيلد عما إذا كانت الشركات تقوم بإدخال هـذه الإجراءات ببساطة لتحسين صورتها في أذهان الناس، في مواجهة نقد المساهمين وانتقادات الجمهور.
ويقول “من الصعب ألا نشكك نوعا ما في نواياهم”، مضيفا أن المشكلة موجودة منذ فترة طويلة، فقد كتب أول كتاب عن الإدمان على التكنولوجيا في عام 1999، لكن الشركات لم تستجب لذلك إلا بعد 20 عاما. ويضيف “كانت (هذه الشركات) تعلم منذ البداية أن هذه التكنولوجيا تسبب الإدمان. كانت علامات التحذير واضحة إلى حد كبير. تصمم الشركات تكنولوجياتها من الألف إلى الياء لتكون محفزة على الإدمان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى