الأخبار

تقدم الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأميركي

فينيكس (أريزونا)/برمنجهام (ميشيجان) – أظهرت نتائج أولية أن الجمهوريين هم الأوفر حظا لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي أجريت الثلاثاء، وإن كانت احتمالات تحقيقهم فوزا كاسحا ضئيلة فيما يبدو.

ومع إغلاق صناديق الاقتراع في معظم أنحاء الولايات المتحدة، اقتنص الجمهوريون خمسة مقاعد من الديمقراطيين في مجلس النواب، وفقا لتوقعات شركة إديسون ريسيرش، وهو العدد المطلوب للحصول على الأغلبية وتعطيل جدول أعمال الرئيس جو بايدن التشريعي.

لكن الأهم من ذلك هو أن هذا الرقم يمكن أن يتغير في ظل عدم حسم 200 مقعد من أصل 435 في مجلس النواب، منها مقاعد لنواب جمهوريين حاليين غير أقوياء.

وتمكن الديمقراطيون الثلاثاء من الاحتفاظ بمقعد حاكم ولاية نيويورك التي تعد من معاقلهم لكن الانتخابات فيها شهدت منافسة حادة، حسب وسائل الإعلام الأميركية، بينما فازت المتحدثة السابقة باسن دونالد ترامب بمقعد حاكم ولاية اركنسو.

وفازت الحاكمة الديمقراطية المنتهية ولايتها كاثي هوشول التي حلّت صيف 2021 محل أندرو كومو بعدما أدت فضيحة جنسية إلى إطاحته، على خصمها الجمهوري لي زيلدن، حسب قناتي “ايه بي سي” و”ان بي سي”.

وتفيد نتائج جزئية نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن الديمقراطية هوشول (64 عاما) وهي من شمال ولاية نيويورك، فازت بـ55 بالمئة من الأصوات مقابل 45 بالمئة لمنافسها الجمهوري البالغ من العمر 42 عاما ودعمه دونالد ترامب.

ولم يكن كثر يتصورون قبل انتخابات الثلاثاء انتقال مدينة نيويورك والولاية اللتين تعتبران معقلين يساريين تقدميين، من سيطرة الديمقراطيين إلى الجمهوريين المحافظين.

من جهة أخرى، انتخبت ساره ساندرز المتحدثة السابقة باسم دونالد ترامب في البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز (40 عاما)، حاكمة لأركنسو وهي بحد ذاتها ولاية جمهورية، حسب توقعات وسائل الإعلام الأميركية.

وكانت استطلاعات الرأي ترجح فوزها في هذه الولاية حيث كان والدها مايك هوكابي الشخصية المهمة في السياسة الأميركية حاكما من 1996 إلى 2007.

وفاز الجمهوري تشاك غراسلي (89 عاما) السناتور عن ولاية أيوا منذ العام 1981، في انتخابات الثلاثاء بمقعد في مجلس الشيوخ لولاية ثامنة، حسب قناتَي “إن بي سي” و”سي بي إس”.

وقد خاض منافسة هي الأكثر حدة له منذ 42 عاما في مواجهة الديمقراطي والعسكري الكبير السابق مايكل فرانكن.

وواجه الجمهوري المسيحي اليميني المتطرف دوغ ماستريانو المقرب من دونالد ترامب والمشكك في فوز الرئيس جو بايدن في انتخابات 2020، هزيمة كبيرة أمام الديمقراطي الوسطي جوش شابيرو الذي فاز بمنصب حاكم بنسلفانيا، الولاية الحاسمة في انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، كما ذكرت وسائل إعلام الثلاثاء.

وأشارت النتائج المبكرة إلى أن الديمقراطيين سيتجنبون هزيمة منكرة كان يخشاها البعض في الحزب، بالنظر إلى تراجع شعبية بايدن وإحباط الناخبين بسبب التضخم.

لكن حتى الأغلبية البسيطة للجمهوريين في مجلس النواب ستكون قادرة على عرقلة أولويات بايدن ريثما يشرعون في تحقيقات بشأن إدارته وعائلته، والتي قد تكون لها تأثيرات سياسية مدمرة.

ولا يزال التنافس محتدما في مجلس الشيوخ، إذ تبدو السباقات المحورية في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا متعادلة. وقد ينتهي السباق في جورجيا في جولة الإعادة في السادس من ديسمبر.

 

الديمقراطيون يحتفظون بمقعد حاكم ولاية نيويورك
الديمقراطيون يحتفظون بمقعد حاكم ولاية نيويورك 

 

ويسيطر الديمقراطيون حاليا على مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد مع قدرة كاملا هاريس نائبه الرئيس على حسم أي تعادل في ظل تقاسم الحزبين مقاعده.

وبالإضافة إلى التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب، هناك 35 مقعدا في مجلس الشيوخ و36 سباقا لحكام الولايات. وهزم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس المحتمل على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024، عضو مجلس النواب الديمقراطي تشارلي كريست، حسب توقعات إديسون.

ومن غير المرجح أن تُعرف النتيجة النهائية لسباقات الكونغرس في أي وقت قريب. وصوّت أكثر من 46 مليون أميركي قبل يوم الانتخابات، إما حضوريا أو عن طريق البريد، وفقا لبيانات مشروع الانتخابات الأمريكية.

وأظهرت استطلاعات رأي أن التضخم المرتفع وحقوق الإجهاض كانت أهم مخاوف الناخبين.

وأفاد مسؤولون محليون بوجود مشاكل منعزلة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نقص أوراق الاقتراع في مقاطعة في بنسلفانيا. وفي مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا- وهي ساحة معركة انتخابية رئيسية- رفض أحد القضاة طلبا جمهوريا تمديد ساعات الاقتراع بعد تعطل بعض آلات الفرز.

وأثارت المشاكل مزاعم غير مدعومة بأدلة رددها الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره بأن الإخفاقات متعمدة.

وكرر العشرات من المرشحين الجمهوريين مزاعم ترامب بأن خسارته في 2020 أمام بايدن كانت بسبب عمليات تزوير واسعة النطاق.

ولمح ترامب، الذي أدلى بصوته في فلوريدا، مرارا وتكرارا إلى ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال يوم الاثنين إنه سيصدر “إعلانا كبيرا” يوم 15 نوفمبر.

ودائما ما يخسر الحزب الذي يحتل البيت الأبيض مقاعد في انتخابات التجديد النصفي، لكن الديمقراطيين كانوا يأملون في أن يساعد قرار المحكمة العليا في يونيو بإلغاء الحق في الإجهاض على مستوى البلاد في تغيير ذلك الواقع التاريخي.

لكن التضخم السنوي المرتفع بشدة، والذي يبلغ 8.2 في المئة عند أعلى معدل منذ 40 عاما، أثر على فرصهم طوال الحملة.

وقالت بيثاني هادلمان التي قالت إنها صوتت لمرشحين جمهوريين في ألفاريتا بولاية جورجيا “وضع الاقتصاد مروع. ألقي باللوم على الإدارة الحالية في ذلك”.

وكانت المخاوف من ارتفاع الجريمة أيضا عاملا مهما في المناطق ذات الميول اليسارية مثل نيويورك، حيث واجهت الحاكم الديمقراطي الحالي كاثي هوكول تحديا صعبا من الجمهوري لي زلدن.

وإذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، فسيتمكنون من إحباط الأولويات الديمقراطية مثل حقوق الإجهاض وتغير المناخ، في حين أن هيمنتهم على مجلس الشيوخ ستؤثر على ترشيحات بايدن القضائية، بما في ذلك أي منصب شاغر في المحكمة العليا.

ويمكن للجمهوريين أيضا الشروع في مواجهة بشأن سقف الدي الاتحادي، مما قد يهز الأسواق المالية.

وسيكون للجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا إذا استعادوا السيطرة على الكونغرس، لكن المحللين يقولون إنهم من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا فقط من تدفق المساعدات الدفاعية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى