أخبارعالمية

تسع دول وحشد من دبلوماسيي العالم في قمة بغداد

بغداد – يستضيف العراق السبت قمة لـ”التعاون والشراكة” بمشاركة تسع دول غالبيتها من دول الجوار الإقليمي ومنظمات عربية ودولية، يأمل من خلالها في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي في المنطقة.

وترغب بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، ومحاربة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.

وتضم قائمة البلدان المشاركة كل من السعودية والكويت ومصر والاردن وقطر والإمارات وإيران وتركيا وفرنسا إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ودول العشرين والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول الواصلين إلى العراق للمشاركة في أعمال القمة التي تعقد وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.

من جهة ثانية وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث “القضايا الخلافية” في المنطقة، إلا أنها تسعى من خلاله إلى “نزع فتيل التوتر” بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 2016، وفق ما ذكر مستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وتسعى حكومة الكاظمي للتوسط لحل الخلافات وعقد تفاهمات إقليمية تقلل من مساحة التدخلات الخارجية في العراق، الذي وجد نفسه ساحة صراع بين النفوذ الإيراني الإقليمي ومحاولة السعودية احتواء هذا التغلغل.

واستضافت بغداد في الأشهر الأخيرة لقاءات مغلقة بين ممثلين عن القوتين الإقليميتين، ويرى الباحث في مركز “تشاتام هاوس” ريناد منصور أنها تسعى للتحوّل من موقع “المرسال” إلى “محرّك” للمحادثات بين إيران والسعودية.

وستكون علاقة العراق مع جارته الكبرى إيران مطروحة للنقاش في المؤتمر، فهي تمارس نفوذاً على عدد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي العراقي الذي تأسس في العام 2014 لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، وبات جزءا من القوات الأمنية الرسمية، لكن يُتهم بأنه يقف خلف اغتيال وخطف عدد من الناشطين المناهضين للنظام.

وفي بلد لا يزال يعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية تنعكس نسبة بطالة مرتفعة ونقصا في الطاقة والكهرباء وحاجة الى استثمارات في مجالات عدة، لا سيما البنى التحتية التي أنهكتها عقود من الحروب، أشار وكيل وزارة الداخلية نزار الخير الله في مؤتمر صحافي عقده أخيرا، الى أن المؤتمر سيتناول قضايا “التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء والأشقاء”.

ويقول الخيرالله إن “توجه الحكومة في مجال الاستثمار والرغبة الجدية في بناء شبكات اقتصادية مهمة مع دول المنطقة، يشكل هدفاً أساسيا من أهداف المؤتمر”. وقد ينعكس نقاشها إيجابياً على الكاظمي غير المرشح لمقعد برلماني، لكن الساعي إلى البقاء في رئاسة الوزراء.

ويزور ماكرون العراق للمرة الثانية خلال أقل من عام، في زيارة يرى مراقبون أنها تهدف لتعزيز موقع فرنسا في قضايا الشرق الأوسط.

ومن الواضح أن تطورات الوضع في أفغانستان ستلقي بظلالها على أشغال القمة حيث يرجّح أن تتمحور المحادثات حول التطورات المتسارعة في البلاد وسيطرة حركة طالبان، وبروز تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى الخميس اعتداء على مطار كابول، ما يعزّز المخاوف من تصاعد نفوذه مجددا، بعد أن تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى