محطات

تباين الآراء حول اقتراب حسم معركة الموصل

تباين الآراء حول اقتراب حسم معركة الموصل

 

الجزيرة نت-بغداد

 

 

توقع رئيس أركان الجيش العراقي أن تنتهي معركة الموصل “خلال ثلاثة أسابيع كحد أقصى” وذلك بعد أعلن وزير الدفاع العراقي قرب انتهاء هذه المعركة بين القوات العراقية وتنظيم الدولة. غير أن المحللين تباينت آراؤهم حول مدى دقة هذه التصريحات.

 
بينما تستمر القوات العراقية في معركتها للسيطرة على ما تبقى من القسم الغربي من مدينة الموصل (شمالي العراق) من تنظيم الدولة الإسلامية، أعلنت قيادات أمنية عراقية على رأسهم وزير الدفاع عرفان الحيالي أن القوات العراقية على وشك حسم المعركة، في حين أكد رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عثمان الغانمي أن المعركة سيتم حسمها “خلال ثلاثة أسابيع كحد أقصى”.
غير أن المحللين تباينت آراؤهم حول مدى دقة هذه التصريحات، فمن جهته اعتبر رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية واثق الهاشمي أن هذه التصريحات لا تأتي من فراغ، وأنها مدعومة بتقدم على الأرض واستخدام لتكتيكات جديدة وأسلحة جديدة، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي للموصل.
وأضاف أنه تم تطويق ما تبقى من غربي الموصل واستخدام تكتيك الالتفاف وقطع الطريق على مقاتلي تنظيم الدولة، ونجحت هذه الخطة في تحرير عدد من المناطق كان آخرها حي التنك الذي يعد أحد معاقل مسلحي التنظيم الرئيسية.
وأضاف الهاشمي للجزيرة نت أن الأمر سيحسم حال تحرير الجامع النوري (حيث أعلن البغدادي عن دولة الخلافة عام 2014) وربما قبل الثلاثة أسابيع التي أعلن عنها، بعد أن قامت القوات العراقية بإجلاء نحو أربعمئة ألف مدني كانوا محاصرين هناك، حيث إن وجود السكان بالمنطقة كان من الأمور التي تأخذها القوات العراقية في اعتبارها خلال عملياتها العسكرية.

عناصر من الشرطة العراقية يتمركزون في أحد أحياء الموصل القديمة (رويترز)
غياب المعلومات
أما المحلل السياسي أحمد الملاح فيرى أن تصريحات القادة العسكريين العراقيين يمكن أن تكون دقيقة إذا ما أخذ بالاعتبار أن جبهة شمال الموصل سيتم فتحها بشكل واسع ليتم امتصاص الزخم في الموصل القديمة، مستبعدا أن يتم الأمر في ثلاثة أسابيع.
ويرى الملاح أن المعركة مازالت بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة شهور لحسمها، عازيا الأمر إلى تعقيدات المدينة القديمة بالموصل والتي رجح أن يؤول الأمر إلى محاصرة التنظيم فيها لتكون نهاية المعركة هناك، على عكس التوقعات السابقة التي كانت تقول إن تكون نهاية المعركة في شمال غرب المدينة.
وحول الخسائر من الطرفين، يقول الملاح إنه لا توجد أية إحصاءات دقيقة، ولا توجد جهة قادرة على إعطاء أرقام دقيقة بسبب التعتيم الإعلامي على أعداد الخسائر من الطرفين، مضيفا أن المعركة شرسة من الجهتين، خاصة أن التنظيم يخوض معركة وجود. وأضاف أن “نهاية الحرب تعني خسارة التنظيم لكل مقاتليه بشكل أو بآخر في الموصل”.
وأضاف للجزيرة نت أنه نظرا لاختلاف الطبيعة الجغرافية والعمرانية المعقدة بالجانب الأيمن على خلاف الأيسر والكثافة السكانية العالية فيه، فقد اعتمد التنظيم في الأيمن على استخدام المدينة القديمة منطقة استنزاف بسبب صعوبة استخدام سلاح الطيران، إضافة لصعوبة استخدام المدرعات داخل الأزقة القديمة.

مدنيون من الجانب الأيمن للموصل يغادرون مناطقهم بحثا عن ملاذات آمنة (الجزيرة)
حرب معقدة
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي مجاهد الطائي توقعات العسكريين العراقيين بقرب حسم معركة الموصل، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء وقيادات أمنية كانوا صرحوا من قبل بأن المدة الزمنية لاستعادة الجانب الأيمن من الموصل ستستغرق أسبوعا ومضى نحو عشرة أسابيع ولم يتم ذلك.
ورجح الطائي أن تكون تكلفة حسم المعركة كبيرة على صعيد الأرواح والممتلكات.
ولفت إلى أن حرب الموصل ستنتهي عاجلا أم آجلا ولكن المعركة ضد “الارهاب” لن تتوقف، وإنما سيغير التنظيم أساليبه القتالية خاصة وأن قياداته وبعض عناصره فروا من الموصل المحاصرة.
وحول تعقيدات المعركة في الجانب الأيمن، يشير الكاتب إلى أن شوارعه وأحياءه ضيقة وبناياته قديمة ومكتظة بالسكان ويعاني الفقر والحصار منذ أشهر مما يرفع حجم التحديات، وقد كان من المفترض أن توكل مهمة استعادته لجهاز مكافحة “الإرهاب” وتحديدا في الموصل القديمة، إلا أنها أعطيت لقوات الشرطة الاتحادية الأقل تدريبا وتجهيزا وخبرة.
المصدر : الجزيرة
كلمات مفتاحية: العراق الموصل تنظيم الدولة القوات العراقية العبادي عثمان الغانمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى