الأخبار

انتقاد ترامب لاتفاق بريكست يفاقم الضغوط على تيريزا ماي

انتقاد ترامب لاتفاق بريكست يفاقم الضغوط على تيريزا ماي

انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاتفاق بريكست في صيغته الحالية يشكل جرعة دعم جديدة لمعارضي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الذين يلوحون بإسقاط الاتفاق،

واشنطن – عمق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، متاعب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الساعية لإنقاذ اتفاق بريكست الذي توصلت إليه بشق الأنفس مع بروكسل، قائلا إن الاتفاق بصيغته الحالية يمنع إبرام اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ما يمثل جرعة دعم جديدة لمعارضي ماي الذين يدفعون بقوة نحو اجراء استفتاء ثان على الانسحاب.

وبينما يواجه الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي صعوبة في التوصل إلى اتفاق، يستطيع أنصار الانفصال الكامل بين الطرفين الاعتماد على دعم حازم من عاصمة أجنبية هي واشنطن.

وقال ترامب ساخرا “إنه اتفاق جيد للاتحاد الأوروبي”، ملمحا إلى أنه في صورة عدم تعديل اتفاق الانسحاب باتجاه انسحاب قاس فإن ذلك يمكن أن يمنع إبرام اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهو احتمال يكرره المدافعون عن بريكست.

وأكد الرئيس الأميركي أن الاتفاق بوضعه الحالي “سيكون أمرا سيئا جدا” لإبرام اتفاق محتمل للتبادل بين واشنطن ولندن.

ومن جهته، وعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بالدفاع عن “العلاقات المميزة” بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة إذا سلكت لندن مسار بريكست “قاس”.

ويشكل دعم ترامب لانفصال بريطانيا تغييرا جذريا في الموقف الأميركي بالمقارنة مع سلفه باراك أوباما الذي كان قد هدد بجعل المملكة المتحدة “في آخر أولوياته” في علاقاته التجارية في حال انسحبت من الاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس الديمقراطي وغيره من عدد كبير من الخبراء في السياسة الدولية في تلك الفترة، يرون أن من مصلحة ضفتي المحيط الأطلسي أن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وقال نايل غاردنر مساعد رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر الذي يترأس المركز الفكري المحافظ “هيريتيج فاونديشن” إنه من المنطقي أن يدعم ترامب بريكست إذ أنه يدافع عن فلسفة “أميركا أولا” ويتخوف من المؤسسات متعددة الأطراف.

وفي تحقيق أجرته جامعة إيمرسون مؤخرا، لم يعبر الأميركيون عن رؤية حاسمة بشأن الحليف الأهم بعد بريكست، بريطانيا أم الاتحاد الأوروبي، لكن تسعين بالمئة منهم يولون أهمية كبرى لإبقاء علاقات قوية مع لندن بينما تؤيد أغلبية واسعة إبرام اتفاق للتبادل بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

دونالد ترامب: الاتفاق الحالي سيكون أمرا سيئا لإبرام اتفاق للتبادل بين واشنطن ولندندونالد ترامب: الاتفاق الحالي سيكون أمرا سيئا لإبرام اتفاق للتبادل بين واشنطن ولندن

وقالت كيلي مانغسامن نائبة رئيس المركز الفكري اليساري “سنتر أوف أميركان بروغرس” إن ترامب له تأثير “مخل جدا” حول بريكست بينما كان يفترض أن تكون السياسة الأميركية حيال حليف مقرب تتلخص “بعدم إلحاق الضرر”.

وتواجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي اعتراضا على سلطتها في المملكة المتحدة، ولقيت استقبالا فاترا من قبل شركائها الأوروبيين الأسبوع الماضي في بروكسل التي غادرتها دون أن تحصل على ما يمكنها من إقناع برلمان بلدها.

ويخشى المنتقدون اليمينيون لاتفاق بريكست الذي تفاوضت بشأنه تيريزا ماي محاولة تجنب عودة حدود فعلية في أيرلندا، أن يرغم النص المملكة المتحدة على البقاء مرتبطة بالاتحاد الأوروبي عبر “منطقة جمركية واحدة”.

وبات الأمر يتطلب منها إعادة التفكير في اتفاق بريكست أو إجراء تعديلات جوهرية لطرحه مجددا على البرلمان والذي تشير التوقعات إلى رفضه، وهو ما يضعها أمام المطالبات المتزايدة بطرح استفتاء جديد على الانفصال خلال الفترة المقبلة.

وذكر وزيران الأحد أن الحكومة البريطانية لا تعد لإجراء استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشددين على أنه لا يزال من الممكن أن يقر البرلمان الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء مع إدخال تغييرات بسيطة عليه.

وأرجأت ماي التصويت على الاتفاق في البرلمان لأنها كانت ستخسره على الأرجح وتحاول الحصول على “ضمانات” من التكتل لمحاولة إقناع النواب المتشككين فيه، فيما أكدت بروكسل أنها مستعدة للمساعدة لكنها حذرتها من أنه لن يكون بمقدورها التفاوض مجددا على الاتفاق.

ومع مرور الوقت تعلو الأصوات المطالبة بالتغيير ويزيد الضغط على حزب العمال المعارض الرئيسي للتحرك ضد الحكومة الحالية.

ونجت ماي من اقتراع أجراه نواب حزبها المحافظون لسحب الثقة من حكومتها الأسبوع الماضي، لكن أحزاب المعارضة تطالب حزب العمال بالدعوة إلى إجراء اقتراع آخر لسحب الثقة من حكومتها هذا الأسبوع.

وقال آندرو جوين منسق الانتخابات في حزب العمال البريطاني إن حزب المعارضة الرئيسي في البلاد سيفعل كل ما بوسعه لإجبار الحكومة على طرح اتفاق الخروج الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء مع الاتحاد الأوروبي إلى التصويت في البرلمان في غضون أيام. وأضاف جوين لبرنامج آندرو مار الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، “سنستخدم أي آلية متاحة لدينا… لمحاولة إجبار الحكومة على طرح الاتفاق للتصويت قبل عيد الميلاد”.

ولم يقدم أي تفاصيل بشأن الكيفية التي سيحاول بها الحزب إجبار الحكومة على طرح الاتفاق للتصويت في ذلك الوقت القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى