الأخبار

الملك عبدالله يريد إقناع بايدن بأن الأردن هو قاعدته في الشرق الأوسط

عمان – يسعى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لإقناع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما الاثنين، بأن الأردن هو قاعدته في الشرق الأوسط باعتباره حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، وذلك في سياق خطط واشنطن لإعادة الانتشار في المنطقة، والبدء بخفض قواتها وعتادها العسكري في بعض دول الخليج ونقل جزء منها إلى الأردن.

ويستقبل بايدن الملك عبدالله في لقاء هو الأول مع زعيم عربي منذ توليه منصبه في يناير الماضي، وهو ما يغذي طموح الأردنيين في لعب دور أكثر تأثيرا والاستفادة من التغييرات الأميركية في المنطقة والتعويض عن فترة البرود الذي عرفته العلاقة مع إدارة دونالد ترامب.

وكان الملك عبدالله التقى الخميس بقائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي وقائد قيادة العمليات الخاصة ريتشارد كلارك في خطوة قال المراقبون إنها تمهد لتدارس مطلب الأردن بشأن استضافة القوات الأميركية. وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في المجالين العسكري والأمني.

وكشفت صحيفة “ستارز أند سترايبس” التي يصدرها الجيش الأميركي في وقت سابق عن إغلاق معسكر السيلية الرئيسي والجنوبي ونقطة فالكون الخاصة بإمدادات الذخيرة في قطر ونقل جزء من تلك الإمدادات إلى الأردن.

ويقول مراقبون إن الأردن يسعى لاستثمار علاقته الجيدة مع إدارة بايدن لتسويق أن المملكة هي الخيار الأفضل حاليا لجمع القوات العسكرية الأميركية، بدلا من حالة التشتت التي يعانيها هذا الوجود في عدد من الدول، وما ينجر عن ذلك من تكاليف وأعباء.

ويستند العاهل الأردني في ذلك إلى الاتفاقيات الدفاعية الموقعة بين البلدين والتي كان آخرها اتفاقية وقعت في الحادي والثلاثين من يناير الماضي، وأقرتها حكومة بشر الخصاونة. وقد صدرت إرادة ملكية في مارس بالموافقة عليها، دون أن يتم عرضها على مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان، في خطوة أثارت آنذاك انتقادات هيئات وقوى قانونية وسياسية، وصل صداها إلى الشارع الأردني.

وتنص الاتفاقية على تخصيص مرافق ومناطق على الأراضي الأردنية للاستخدام الحصري من قِبل قوات الولايات المتحدة من دون إيجار، وللقوات الأميركية أحقية التحكم في الدخول إلى تلك المرافق والمناطق المتفق عليها.

وتجيز الاتفاقية للقوات الأميركية أن تقوم بعمليات النقل والتمركز المسبق والتخزين للمعدات والإمدادات في المرافق والمناطق المتفق عليها وفي أماكن أخرى حسب الاتفاق المتبادل.

كما تسمح لها بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية، ويتم إعفاء أفرادها من جميع ضوابط الهجرة والتحرك داخل الأراضي الأردنية، بما في ذلك دفع أيّ ضرائب أو رسوم جمركية أو غيرها من الرسوم التي يتم تقاضيها عند نقاط الدخول إلى الأراضي الأردنية أو الخروج منها.

Thumbnail

ومن شأن هذه الاتفاقية أن تمهد الطريق أمام الأردن ليصبح قاعدة عسكرية رئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، وهو ما يسعى إليه الملك عبدالله الذي يدرك أنه في حاجة ماسة إلى تقوية الروابط مع الولايات المتحدة وتوثيقها، في ظل حالة الضعف التي يعانيها في الداخل وتراجع تأثيره في الإقليم.

ولا يريد الأردن تكرار ما تعرض له خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب حينما وجد نفسه على هامش المشهد الإقليمي، وهو يسعى اليوم من خلال عرض احتضانه القوات الأميركية لتفادي تكرار هذا السيناريو والحفاظ على علاقة قوية بغض النظر عن التغيير الذي يطرأ في هرم السلطة في الولايات المتحدة.

ويرتبط بايدن بعلاقة شخصية مع الملك عبدالله منذ أن كان عضوا في الكونغرس، وسبق أن شدد الرئيس الأميركي في اتصال هاتفي مع العاهل الأردني في أبريل الماضي على أن لديه “صديقا” في الولايات المتحدة يمكنه الرهان عليه، وذلك على خلفية قضية “الفتنة” المرتبطة باسم وليّ العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين.

ويراهن العاهل الأردني على هذه العلاقة المميزة من أجل تحريك دور عمّان في عملية السلام، والمساعدة في إذابة الجليد بين الأردن وإسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في بيان الأسبوع الماضي إن “زيارة الملك عبدالله ستسلط الضوء على الشراكة الدائمة والاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن، الشريك الأمني الرئيس والحليف للولايات المتحدة”.

وسيناقش الزعيمان وفق المتحدثة التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، حيث يتطلع بايدن إلى “العمل مع الملك عبدالله لتعزيز التعاون الثنائي في قضايا سياسية وأمنية واقتصادية عديدة، بما فيها تعزيز الفرص الاقتصادية”.

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي للمملكة من حيث المساعدات المقدمة، ووقّع البلدان مطلع 2019 مذكرة تفاهم تعهدت واشنطن بموجبها بتقديم 1.275 مليار دولار سنويا لعمّان لمدة خمس سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى