مقالات

الفصل ..الأخير

الفصل ..الأخير

 

خالد السهيل
التسلق على أماني الناس وأحلامهم، حيلة سهلة، يمكن من خلالها اقتياد الجموع صوب المهالك. هذا ما حدث خلال فورة ما يسمى بالربيع العربي. تم اللعب بعواطف البسطاء. أيديولوجيات تزعم التدين خدعت الناس بوعود المنّ والسلوى، وكانت المحصلة تهشيم ما تبقى من الواقع المتردي في عدد من الدول العربية. كاد البيت العربي أن ينهار بسبب الأحداث ابتداء من تونس ومرورا بمصر واليمن وليبيا وسورية. وتحولت اقتصاديات تلك الدول ومصائر الشعوب إلى ريشة في مهب الريح. بسطاء الناس في تلك الدول لم يتوقعوا أن تزداد أحوالهم سوءا. هؤلاء البسطاء يقولون ما يشعرون به، هم لا يتقنون الفذلكة التي يجيدها أدعياء الرأي والرأي الآخر في قناة الجزيرة التي تبث من فضاءات الجار الذي جار. لم يكتف اللاعبون في الظلام بتفجير الأوضاع بهذا الشكل، بل اتجهت أنظارهم صوب دول مستقرة مثل المملكة والإمارات والبحرين والكويت والمغرب. كان لدى من يتوهمون أنهم يمسكون خيوط اللعبة تقاطعات متناقضة. القومجية المتحولون إلى مرتزقة يزعمون العفاف وهم لا يتمتعون بأي شرف. وقوى الإرهاب الذين يتم تجميلهم من خلال هؤلاء المتحولين فتغدوا عصابات “داعش” “جيش الدولة” كما تصر قناة الجار الذي جار على تسميتهم، ويتحول الإرهابيون الذين يستهدفون المملكة إلى جهاديين أو إصلاحيين. في كل هذه الصورة المتشابكة تبدو قطر وقناتها، كالطفل الذي تم حرمانه من اللعب في طفولته، فلما كبر أصبحت هوايته الوحيدة إشعال النيران هنا وهناك. هذه هي قصة الفزاعات التي وضعتها دولة وقناة ومركز أبحاث وتلفزيونات وصحف وحفنة من مرتزقة العرب الذين وجدوا الفرصة سانحة لتوجيه الشتائم لنا وللآخرين من أحرار العرب، ويأخذون مقابل ذلك رواتب في قنوات الجار الذي جار. ولم تنته القصة، ولكن يبدو أنها شارفت على ملامسة فصلها الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى