أخبارعالمية

الدبيبة يتهم البرلمان الليبي بالتعمد في إعاقة عمل الحكومة

طرابلس – رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة تهديدات البرلمان بسحب الثقة من الحكومة التي يقودها، متهما إياه بـ”التعمد” في تعطيل عمل الحكومة.

وتعكس التجاذبات السياسية حلقة من أحدث فصول الصراع بين مجلس النواب المنعقد بشرق البلاد وبين الدبيبة، بخصوص العديد من الملفات من بينها ملف الانتخابات والميزانية.

وظهر الخلاف على الميزانية كعنصر أساسي في التوتر المتزايد بين الأطراف السياسية، مما يهدد بتقويض العملية التي تدعمها الأمم المتحدة والتي كان ينظر إليها على أنها أفضل فرصة لتحقيق السلام منذ سنوات.

وقال الدبيبة بعد رفضه حضور جلسة مساءلة أمام البرلمان إن مبررات مجلس النواب بعدم الموافقة على مقترحاته المتكررة للميزانية “غير حقيقية وواهية”، وأضاف أن حكومته أعدت “برنامجا تنمويا من أجل ليبيا” لكن “البرلمان عطل بشكل متعمّد خطط الحكومة”.

وكشف الدبيبة عن وجود “فوضى” في الرواتب لدى موظفي الدولة، وقال إنه سيقدم جدولا موحدا بشأن الأجور إلى البرلمان.

وأعلن عن زيادة رواتب المتقاعدين بمقدار الضعف بدءا من أكتوبر المقبل، قائلا “بدأنا بشريحة المعاشات الأساسية والحكومة أقرت زيادة بنسبة 100 في المئة. المتقاعدون يعانون وقلت للبرلمان إنني لا أستطيع مواجهة هؤلاء وأنا صفر اليدين”.

وألقى الدبيبة باللوم على البرلمان بخصوص عرقلة الانتخابات المقررة في ديسمبر، قائلا إن “مشكلة الانتخابات ليست لوجستية بل هي مشكلة تشريعية بحتة.. نحن قدمنا برنامجا لتسهيل وتنفيذ العملية الانتخابية”.

وأكد رئيس الحكومة المؤقتة على التزامه بعقد الانتخابات في موعدها المقرر، ملمحا إلى أن من يتسبب في المشكلات بين الليبيين “أشخاص معروفون وأحزاب معروفة يهمها إطالة عمر الفوضى”.

وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح طالب هذا الأسبوع بمثول الدبيبة أمام المجلس المنتخب عام 2014 لاستجوابه بشأن أداء حكومته أو مواجهة تصويت بحجب الثقة، إلا أن الدبيبة اعتذر وقال إنه سيكون خارج البلاد.

وأوضح الدبيبة خلال لقاء مع عدد من النواب هذا الأسبوع أنه كان سابقا يستقبل الدعوة عبر هيئة رئاسة البرلمان، وأضاف “أحترم مجلس النواب ودعوته، ومستعد أن أذهب إليه كل يوم، وأنفذ ما يتفق عليه أعضاؤه، وأحترم المجلس ودعواته”، مؤكدا استعداده للمحاسبة، لكنه أعرب عن استغرابه من “محاسبة الحكومة قبل أن تصرف لها الميزانية العامة”.

وفي ظل حالة الجمود السياسي المتفاقمة، يخشى العديد من الليبيين من أن تفقد العملية، التي نجحت في تشكيل حكومة موحدة لأول مرة منذ سنوات زخمها.

وقد يؤدي الإخفاق في إجراء الانتخابات أو أن تكون النتيجة متنازعا عليها إلى إنهاء العملية السياسية وتفجير الصراع، الذي دمر مساحات شاسعة من المدن الليبية وجذب قوى خارجية كبرى وجعل للمرتزقة الأجانب موطئ قدم على طول الخطوط الأمامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى