أخبارعالمية

الجيش الأفغاني أمام تحدي وقف تقدم طالبان قبل التفكير في استعادة ما خسره من مناطق

كابول- يواجه الجيش الأفغاني الذي مُني بخسائر فادحة في الميدان تحدي كبح تقدم حركة طالبان في مرحلة أولى قبل التفكير في استعادة السيطرة على المناطق الشاسعة التي خسرها.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية مساء السبت إن المهمة الأولى للقوات الحكومية في أفغانستان هي التأكد من قدرتها على إبطاء قوة زخم طالبان وذلك في إشارة إلى النجاحات الميدانية السريعة التي تحققها الحركة على حساب الجيش الأفغاني المنهك والذي بات يفتقد للغطاء الجوي الأميركي.

ويأتي ذلك في وقت تخطط فيه القوات الحكومية بالفعل للانسحاب إلى المناطق الرئيسية بهدف تأمينها وحمايتها على غرار العاصمة كابول وغيرها من المناطق التي تعد شديدة الحساسية في خطوة مجازفة لأنها ستعني بالضرورة سقوط المزيد من المناطق بيد الحركة.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة إلى ولاية ألاسكا “الأفغان يعززون قواتهم حول المراكز السكانية الرئيسية”. وتابع “في ما يتعلق بما إذا كانت (هذه القوات) ستوقف طالبان أم لا، أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو التأكد من أنها تستطيع إبطاء الزخم”.

لويد أوستن: لدى الأفغان القدرة والإمكانية لإحراز تقدم، لكن سنرى ما سيحدث

وأدلى وزير الدفاع بهذه التصريحات مع تواصل استعدادات الجيش الأميركي لإنهاء مهمته في أفغانستان في 31 أغسطس بناء على أوامر من الرئيس جو بايدن. وأضاف أوستن أنه يعتقد أن لدى الأفغان القدرة والإمكانية لإحراز تقدم ، مستدركا “لكن سنرى ما سيحدث”.

ويسيطر مقاتلو طالبان على المزيد من الأراضي والتي قدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء أنها تمتد الآن إلى أكثر من نصف مراكز الأقاليم في أفغانستان.

وتُقدر عدد المناطق الأفغانية بـ400، لكن كابول نفت أن تكون طالبان قد سيطرت بالفعل على نصف تلك المناطق، مشيرة إلى أنها لا تزال تسيطر على المعابر الحدودية وذلك في أعقاب إعلان المتمردين سيطرتهم على 80 في المئة منها.

وتمارس طالبان ضغوطا على ضواحي نصف عواصم الأقاليم في محاولة لعزلها. وفي مواجهة تصاعد هجمات طالبان أقرت حكومة الرئيس أشرف غني حظرا للتجول ليلي في 31 من أصل 34 ولاية أفغانية.

وحثّ نائب المتحدث باسم وزارة الداخلية أحمد ضياء ضياء، السكان على الامتناع عن التنقل في مدنهم وأحيائهم، عقب بدء حظر التجوال ليلا، حيث تم توجيه وكالات إنفاذ القانون لضمان التقيد بالإجراءات.

وتابع ضياء أنه لم يتم استثناء سوى ثلاث مقاطعات فقط من حظر التجوال، هي العاصمة كابول وننجرهار في الشرق وبانجشير في الشمال الشرقي.

وميدانيا كثفت القوات الأفغانية هجماتها الجوية والبرية لوقف تقدم طالبان التي تناور ببعث رسائل متناقضة حول الحل في البلاد لطمأنة الأطراف الدولية مع مواصلة تحقيق مكاسب ميدانية حيث لم تستجب الحركة إلى دعوات مكثفة لوقف إطلاق النار.

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عبر حسابها على تويتر، مساء السبت، مقتل 262 من عناصر الحركة وإصابة 176، جراء عمليات عسكرية نفذتها قوات الأمن في عدة ولايات، خلال الساعات الماضية.

وتثير سيطرة طالبان السريعة على الأراضي قلق الأفغان في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من الحرب التي نجحت في معاقبة القاعدة عبرها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن لكنها فشلت في تحقيق أي لمحة من السلام في أفغانستان.

وواصلت الولايات المتحدة شن هجمات جوية لدعم القوات الحكومية الأفغانية التي تعرضت لضغوط من طالبان بينما تنفذ القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة المراحل الأخيرة من انسحابها من البلاد.

وتعهد بايدن بتقديم مساعدة مالية للقوات الأفغانية ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإحياء محادثات السلام المتوقفة.

في مواجهة تصاعد هجمات طالبان أقرت حكومة الرئيس أشرف غني حظرا للتجول ليلي في 31 من أصل 34 ولاية أفغانية

ووافق بايدن الجمعة على منح ما يصل إلى 100 مليون دولار من صندوق الطوارئ لتلبية احتياجات اللاجئين “العاجلة غير المتوقعة” الناشئة عن الوضع في أفغانستان بما في ذلك الأفغان المتقدمين للحصول على تأشيرات هجرة خاصة.

وفي الأثناء، تتباهى حركة طالبان بما حققته على أكثر من صعيد فالحركة باتت تروّج لموافقة واشنطن وكابول على حد السواء بإقامة نظام إسلامي جديد في أفغانستان.

وأكد المتحدث باسم طالبان محمد نعيم أن كابول وواشنطن قبلتا باتفاقية تنص على نظام إسلامي جديد.

وقال نعيم في تصريحات صحافية مساء السبت إن “الغارات الأميركية الأخيرة (التي استهدفت مقاتلي طالبان) تمثل انتهاكا صريحا للاتفاقيات المبرمة معهم، مدعيا أنها لا تغير شيئا وتمثل دعما لإدارة كابول”. وأوضح أن “الحل الأمثل في أفغانستان يأتي عبر الحوار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى