الأخبار

التحالف مع قادة الميليشيات في طرابلس يكرّس عزلة قطر

التحالف مع قادة الميليشيات في طرابلس يكرّس عزلة قطر

زعماء ميليشيات مطلوبون دوليا يشاركون في المعارك تحت مظلة حكومة الوفاق
طرابلس – قطعت قطر خطوة جديدة في إظهار انحيازها لزعماء الميليشيات في العاصمة الليبية المصنفين على قوائم الإرهاب إقليميا ودوليا، ما يجعلها في مواجهة مكشوفة مع مسار الحرب على الإرهاب، فضلا عن إعاقة التحرّك الدولي الهادف إلى فرض حلّ سياسي دائم في ليبيا يقطع مع الفوضى وهيمنة الميليشيات.
يأتي هذا فيما بدأت أنظار العالم تتركز على الدور الذي تلعبه عناصر مطلوبة دوليا في معارك طرابلس، ما يضع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج مثار تساؤلات لكونها صارت فعليا واجهة للتغطية على أنشطة تلك العناصر.
وأوفدت حكومة السراج نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق إلى العاصمة الإيطالية روما من أجل إدارة حملة إعلامية مساندة لها.
والتقى وزير الخارجية الإيطالي إينزو مواڤيرو ميلانيزي، مع معيتيق في روما، الاثنين.
وكان معيتيق المحسوب على روما قد حذر أوروبا من إجراء مفاوضات مع المشير خليفة حفتر، مدعيا أنه “يبيع لأوروبا والعالم فكرة أنه يحارب الإرهاب، لكنه سيتسبب بدلا من ذلك في حرب أهلية”.
طلال الميهوب: سيطرة الجيش الليبي أصبحت قريبة وسنرفع قضايا على قطر
طلال الميهوب: سيطرة الجيش الليبي أصبحت قريبة وسنرفع قضايا على قطر
ودعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي التقى معيتيق بدوره، إلى فرض حظر فعّال للسلاح على قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية نُشرت، الثلاثاء، قال وزير الخارجية القطري الذي التقى نظيره الإيطالي إن “الحرب لن تتوقف لا بالدعوات التي أطلقت منذ اليوم الأول والتي يتجاهلها المشير خليفة حفتر، ولا بطلب طرابلس رفع حظر الأسلحة المفروض على حكومتها”.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن خلال زيارة لروما، إنه يمكن للمجتمع الدولي أن يضع حدا للقتال عبر التشدد في حظر الأسلحة المفروض على حفتر ومنع الدول التي زوّدته بأسلحة حديثة وذخائر من مواصلة القيام بذلك.
ويرى متابعون للشأن الليبي أن انحياز الدوحة ضد قائد الجيش، الذي يحظى تحرّكه العسكري في طرابلس بدعم إقليمي ودولي متصاعد على خلفية تطهير العاصمة الليبية من الجماعات المتشددة، من شأنه أن يكرّس عزلة قطر على أوسع نطاق، كما أنه يدعم التقارير السابقة بشأن علاقتها بالجماعات المتشددة والمصنفة إرهابية ويعطي مبررا إضافيا يدعم موقف الدول العربية المقاطعة لها.
وحذّر طلال الميهوب، رئيس لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس النواب (البرلمان) الليبي، من خطورة الدور الذي وصفه بـ”التخريبي” الذي تقوم به قطر في ليبيا، وخاصة دعمها المتواصل للميليشيات والجماعات الإرهابية التي تُسيطر على أجزاء من العاصمة طرابلس.
وقال في اتصال هاتفي مع “العرب” من ليبيا، إن قطر ومعها تركيا لم تتوقفا عن تقديم مختلف أشكال الدعم السياسي والعسكري والمالي للإرهابيين الموالين لتنظيمات الإسلام السياسي، وجماعة الإخوان المُسلمين، بهدف إطالة أمد الأزمة.
وبحسب الميهوب، فإن سيطرة الجيش الليبي على طرابلس أصبحت قريبة، وبالتالي لن تجدي قطر نفعا تحركاتها السياسية المُريبة، ودعمها للميليشيات المُسلحة، مؤكدا أنه سيتم بعد انتهاء المعركة، رفع قضايا ضد قطر إلى محكمة الجنايات الدولية.
ويظهر بشكل جليّ أن قطر اختارت الفريق الخطأ، في ضوء المواقف الإقليمية والدولية، وأن استمرارها في نفس الموقف الداعم للميليشيات ولعناصر على القوائم السوداء، سيحوّل القضية من صراع على تثبيت النفوذ في الغرب إلى اصطفاف ضد مسار الحرب على الإرهاب، وهو ما لن يقبل به العالم.
وقادت فرنسا حملة لإسناد تحرك الجيش الوطني الليبي في طرابلس، مشددة على أن موقف أوروبا ينبغي أن يكون داعما لقوات حفتر، ولافتة إلى مشاركة جماعات خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالإرهاب في القتال في ليبيا (تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش).
واكتسب حفتر مكانته من محاربة الإسلاميين المتشددين شرق ليبيا، وأغلبهم كان على صلة بمنظمات مثل داعش والقاعدة. وتقول السلطات في شرق ليبيا إن قطر تدعم منافسيها وهم الفصائل ذات الميول الإسلامية في غرب ليبيا.
ويعتقد دبلوماسيون أن حفتر ينظر إليه إقليميا ودوليا على أنه الرهان الأفضل لإنهاء الفوضى والانقسامات المستمرة منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي في 2011. ويدعم حجتهم وصول متشددين في الأيام الأخيرة لمساعدة قوات السراج.
الجيش ماض في معركته ضد المتشددينالجيش ماض في معركته ضد المتشددين
ومن بين هؤلاء المتشددين صلاح بادي القيادي في ميليشيات مصراتة والذي له صلات بإسلاميين، بالإضافة إلى أنه مهرب للبشر فرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات، كما أنه متهم بالعمل على السيطرة على طرابلس.
وفي مقاطع مصوّرة من خط المواجهة ظهر بادي وهو يوجّه الرجال لقتال الجيش الليبي.
وأظهرت هذه المقاطع المصورة، أيضا، مشاركة بعض الإسلاميين المتشدّدين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.
وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أميركي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أميركيين آخرين.
ودعت فرنسا، التي تملك أصولا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن هناك تبسيطا مفرطا. فليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة.
وأضاف المصدر “ربما لو كان المعارضون لحفتر توصّلوا إلى اتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغير ضدهم”، مشيرا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس.
وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين. وقال محمد سيالة وزير الخارجية في حكومة السراج للصحافيين إنه يوجد على الطرفين أشخاص متهمون بأنهم خارجون على القانون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى