البشير يتحدى المحتجين: الحكومة لن تتغير بالمظاهرات
البشير يتحدى المحتجين: الحكومة لن تتغير بالمظاهرات
الخرطوم – أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاثنين أمام حشد من أنصاره في إقليم دارفور غرب البلاد أن “الحكومة لن تتغير بالمظاهرات” التي يرجح أن تأخذ في الأيام المقبلة منحى جديدا في ظل تلويح المعارضة وتجمع المهنيين بإعلان العصيان المدني الشامل.
وجاء كلام البشير خلال زيارته لنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غداة تظاهرات مناهضة للحكومة شهدتها هذه المنطقة للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف ديسمبر الماضي.
وهذه هي ثالث زيارة للبشير لولاية سودانية، منذ بدء الاحتجاجات، حيث زار ولاية الجزيرة (وسط) وولاية نهر النيل (شمال).
ويسعى البشير إلى الظهور بشكل متكرر في المناطق التي تشهد مظاهرات في محاولة منه للتأكيد على أنه لا يزال يسيطر على الوضع وأن الحراك الحالي لا يهدد بتقويض سلطته التي أسس لها بانقلاب قادته جبهة الإنقاذ الإسلامية في العام 1989 على رئيس الوزراء آنذاك الصادق المهدي.
وقال الرئيس السوداني إن “الحكومة لن تتغير بالمظاهرات والطريق واحد للحكومة. صندوق الانتخابات الفاصل بيننا، صندوق الانتخابات والشعب من سيقرر من يحكمه في 2020”.
تجمع المهنيين وقوى المعارضة في السودان يستعدان لدخول مرحلة حاسمة بالذهاب إلى خيار العصيان المدني الشامل
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 ديسمبر إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في ظل فقدان مادة الطحين، ويحمل السودانيون النظام مسؤولية التدهور الاقتصادي الحاصل متهمين إياه بسوء إدارة البلاد، وبإهدار الثروات في حروب أهلية لم تجلب للبلاد سوى الدمار.
بالمقابل يتمسك النظام بثوب الضحية، معتبرا أن السبب الأساسي في الأزمة الاقتصادية هو الحصار الذي فرض على البلاد من دول تناصب السودان العداء.
وجدد البشير قوله الاثنين إن “السودان لديه أعداء كثر وهؤلاء لديهم (…) ناس لا يعجبهم الأمن والاستقرار. لن نسمح لهؤلاء بتخريب بلدنا ولن نسمح لهؤلاء الذين يقومون بإحراق ونهب ممتلكاتنا”.
وفي الأيام الأولى للاحتجاجات أحرقت العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في بلدات وقرى، ردا على استخدام الأجهزة الأمنية القوة المفرطة ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وتشير السلطات إلى أن 24 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بأن حصيلة القتلى بلغت أربعين شخصا بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.
وامتدت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الأولى الأحد إلى نيالا والفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور.
وأعلن تجمع المهنيين والقوى المعارضة في السودان مساء الأحد الاستعداد لدخول مرحلة حاسمة بإعلان العصيان المدني الشامل، داعيين إلى إحياء احتجاجات ليلية في إثنتين من المناطق المكتظة بالعاصمة الخرطوم، على أن يتوجه موكب جديد ظهر الخميس صوب القصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب بتنحي البشير.
وأضاف تجمع المهنيين، وهو عبارة عن تحالف لنقابات تمثل عدة قطاعات، أن “النظام فقد القدرة على الإدارة السياسية والاقتصادية، وفشل في تحويل المواكب والمسيرات والتظاهرات السلمية إلى معركة عنف، رغم استخدامه للرصاص الحي والاعتقالات، وذلك لإيمان الثوار بأن سلمية الثورة هي سر نجاحها واستمرارها”.
وأوضح التجمع في بيان مشترك مع كل من تحالف نداء السودان وقوى الإجماع الوطني، والتجمع الاتحادي، أن الخطوة القادمة “هي الحاسمة” وأن الطريق إلى “الإضراب الشامل أصبح معبدا”.
وكشف البيان “أن إعمال الشلل التام لحركة النظام سيكون خطنا في مقبل الأيام”. وأشاد البيان “بالمتظاهرين السلميين في الفاشر ونيالا وغيرهما الذين واجهوا ترسانة النظام الأمنية بثبات”.
ويرى متابعون أن دخول إقليم دارفور على خط الاحتجاجات بعد مرور أسابيع على اندلاعها، يعود إلى تجارب مريرة سابقة، حيث أن هذا الإقليم لطالما كان السباق في الانتفاض على نظام البشير بيد أنه كان سرعان ما يتم قمع الحراك بذريعة أن المنتفضين منتمين إلى جماعات متمردة، ما يجعل سكان دارفور مترددين في التحرك مجددا.
ويشهد إقليم دارفور الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، معارك مسلحة منذ 2003 عندما حملت أقليات عرقية متمردة السلاح ضد النظام السوداني، متهمة إياه بتهميشها اقتصاديا وسياسيا.