أخبارعالمية

الاستثمار في الجيش اللبناني الخطة البديلة إقليميا ودوليا لمساعدة لبنان

الدوحة – أظهرت زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى الدوحة، وقبلها إلى باريس، إدراك العديد من الدول ومن بينها قطر أن مستقبل لبنان يمر بمستقبل تماسك الجيش اللبناني، وهو ما دفعها إلى محاولة الدخول على خط المساعدات الموجهة للجيش، خاصة أن وضع لبنان العام صار أكبر من تدخل أية دولة بمفردها.

واستبقت قطر دولا أخرى كثيرة في الرهان على دعم الجيش اللبناني، وذلك من خلال تقديم المساعدات وزيارات سابقة قام بها مسؤولون قطريون إلى لبنان، من بينهم وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ووزير الدفاع الشيخ خالد بن محمد العطية.

وبحث العماد جوزيف عون خلال لقائه الاثنين وزير الدفاع القطري، وفق بيان للجيش اللبناني، “شؤونا تتعلق بالمؤسسة العسكرية اللبنانية، وتعزيز التعاون بين الجيشين، ودعم الجيش اللبناني”، دون تفاصيل أكثر.

كما التقى العماد عون رئيس أركان الجيش القطري الفريق الركن غانم بن شاهين الغانم، للتباحث بشأن التعاون بين الجيشين القطري واللبناني.

واعتبر مراقبون زيارة قائد الجيش اللبناني للدوحة جزءا من تحرك أوسع يبحث فيه الجيش اللبناني عن الدعم الخارجي من أجل لعب دور أكثر فاعلية في حماية أمن لبنان في ظل أزمة سياسية لا يبدو أن حلها قريب بالرغم من  الضغوط الدولية المختلفة والتلويح بالعقوبات التي قد تطال أغلب الفاعلين السياسيين.

وفي مطلع يوليو الماضي تعهدت قطر بدعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا ولمدة عام.

وسبق أن بادرت قطر بتقديم مساعدات عاجلة إلى لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت وما قبله، وسعت للنأي بنفسها عن التجاذبات السياسية ذات البعد الإقليمي، ما يسهل عليها التحرك بحرية.

ويفرض الانهيار الاقتصادي ضغوطا غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش، مما يؤدي إلى القضاء على قيمة رواتب الجنود وتدمير الروح المعنوية. ويعرض هذا التدهور للخطر أحد مراكز القوى القليلة التي توحد اللبنانيين في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية ومعدلات الجريمة وسط ارتفاع شديد في نسب الفقر.

وقادت فرنسا جهود دعم الجيش اللبناني وتهيئته للعب دور مستقبلي في البلاد. وهو التوجه الذي يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، فيما لم تتضح بعد نتائج تنسيق البلدين مع السعودية بشأن الموضوع نفسه.

Thumbnail

وقال الجنرال فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية إن بلاده ملتزمة بدعم الجيش اللبناني. وأضاف “إنهم (عناصر الجيش) من عناصر السلطة اللبنانية الذين يعملون بشكل جيد للغاية، ونعتقد أنه يجب أن يظلوا التعبير الوحيد عن القوة العسكرية للدولة في لبنان”.

وتخشى الولايات المتحدة أن يؤدي تدهور وضع الجيش إلى تعزيز تموضع ميليشيا حزب الله التي باتت تشكل جيشا موازيا من حيث عدد عناصرها وحجم التسليح، في حين تجمع الأوساط الاستخباراتية على أن حزب الله يملك من العتاد ما يفوق قدرات الجيش.

وحذّر العماد عون -بعد زيارة إلى فرنسا يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مايو التقى خلالها الرئيس إيمانويل ماكرون، ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي، ونظيره الجنرال فرنسوا لوكوانتر- من انهيار المؤسسات اللبنانية، ومن بينها المؤسسة العسكرية، حال استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في بلاده.

والأحد وصل قائد الجيش اللبناني إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية غير محددة المدة، للتباحث بشأن تعزيز التعاون بين البلدين.

ويرزح لبنان منذ أواخر 2019 تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة، أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وغلاء في أسعار السلع الغذائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى