الأخبار

إيران وذراعها اليمنية تنقلان التوترات إلى ممرات الطاقة العالمية

عدن – اتهم مسؤولون إسرائيليون إيران بالوقوف مباشرة خلف الهجوم الذي استهدف سفينة شحن قبالة سواحل عمان باستخدام طائرة مسيرة مفخخة، في الوقت الذي يشير فيه مراقبون إلى أن الهجوم يحمل بصمات جماعة الحوثي وأسلوبها، خصوصا أنه جاء في أعقاب هجمات مماثلة تعرض لها عدد من موانئ تصدير النفط اليمنية في بحر العرب.

وقالت الشركة المالكة للسفينة “باسيفيك زيركون”، والتي تحمل علم ليبيريا وتعود ملكيتها لرجل الأعمال الإسرائيلي إدان عوفر، إن السفينة تعرضت للهجوم بينما كانت تحمل زيت الغاز، حيث أصيبت بأضرار طفيفة في هيكلها دون تسرب الشحنة أو وقوع إصابات بين أفراد الطاقم، فيما علق المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي تيموثي هوكينز على الحادث بالقول إن الأسطول على علم بحادث تعرضت له الأربعاء سفينة تجارية في خليج عُمان.

وجاء الهجوم الذي استهدف سفينة الشحن الإسرائيلية، بعد ساعات من إعلان الأسطول الخامس الأميركي اعتراض سفينة صيد في المياه الدولية، قادمة من إيران وعلى متنها “كمية ضخمة من المواد المتفجرة”، وأشار البيان إلى ضبط 70 طنّا من كلورات الأمونيوم، و100 طن من سماد اليوريا الذي يستخدم لصنع المتفجرات، قبل إغراق السفينة في خليج عمان وتسليم أفراد طاقمها الأربعة إلى قوات خفر السواحل اليمنية، في تحول لافت في أسلوب البحرية الأميركية في التعامل مع شحنات الأسلحة القادمة من إيران إلى اليمن، حيث كان يكتفى سابقا بمصادرة الشحنة وإطلاق القارب وطاقمه.

 

ماجد المذحجي: استهداف الناقلة يأتي في سياق وضع إقليمي شديد الحساسية
ماجد المذحجي: استهداف الناقلة يأتي في سياق وضع إقليمي شديد الحساسية

 

ويربط مراقبون بين الهجوم على سفينة النفط الإسرائيلية ومصادرة الشحنة القادمة للحوثيين من إيران وتغير قواعد التعامل معها، مما قد يشير إلى أن الهجوم قد يكون انتقاميا وتحذيريا من قبل إيران والحوثيين، وخاصة أنه تزامن مع حملة إعلامية حوثية رسمية حملت تهديدات حوثية باستهداف جزيرة ميون اليمنية واتهام دولة الإمارات بمحاولة إحكام سيطرتها على مضيق باب المندب وتوفير موطئ قدم لإسرائيل في البحر الأحمر، بحسب المزاعم الحوثية.

ويشار إلى ضبط سفينة إيرانية قبل أيام تحمل شحنة مخدرات على مقربة من سواحل جزيرة سقطرى اليمنية، في الوقت الذي هدد مسؤولون عسكريون حوثيون باستهداف قوات التحالف العربي في الجزيرة.

ووصف ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية في تصريحات لـ”العرب” استهداف الناقلة بالخطير حيث يأتي في سياق وضع إقليمي شديد الحساسية، كما يهدد جهود تجديد الهدنة في اليمن التي انقضت في الثاني من أكتوبر الماضي.

وأشار المذحجي إلى أن استهداف الحوثيين النشط للموانئ والسفن التي تدخل الموانئ اليمنية فاقم من المخاطر على حركة النقل في خطوط الملاحة الدولية القريبة من اليمن والخليج، بالتوازي مع تهديدات الحوثيين باستهداف موانئ التصدير في الخليج والذي رفع نسبة المخاطر أكثر ليصبح الهجوم الأخير تتويجا لجملة من التهديدات ليست فقط من قبل الحوثيين بل أيضا من إيران وشبكة حلفائها في المنطقة.

وحول الطرف الذي نفذ العملية، تابع المذحجي “أيّا كان الفاعل الحوثي أو إيران فهو ذات المصدر وذات بنية التهديدات سواء انطلقت الطائرة من داخل بندر عباس أو من داخل صنعاء لا تختلف النتيجة وهي أن إيران وشبكة حلفائها نقلت الحرب إلى منطقة جديدة ما يمثل تهديدا لخطوط التجارة العالمية وبالتزامن مع حدث المونديال وهذا سيغير وجهة المنطقة كاملا”.

ويؤكد خبراء أن الهجوم الحوثي الذي استهدف سفينة الشحن قبالة سواحل عمان، سواء جاء استكمالا لأجندة الابتزاز الحوثية أو تم تنفيذه بناء على تعليمات مباشرة من طهران لخدمة أجندة النظام الإيراني السياسية، إلا أنه يحمل بصمات الميليشيات الحوثية وأسلوبها.

ويشير المحلل العسكري اليمني، العقيد وضاح العوبلي في تصريح لـ”العرب” إلى أن العمليات الحوثية المنفذة بالطائرات المسيرة قد ركزت أنشطتها مؤخرا على شن عمليات في البحر العربي وبالذات ما يتعلق منه بقطاع النفط (موانئ نفطية – سفن نفطية).

الهجوم الذي استهدف سفينة الشحن قبالة سواحل عمان، سواء جاء استكمالا لأجندة الابتزاز الحوثية أو تم تنفيذه بناء على تعليمات مباشرة من طهران يحمل بصمات الميليشيات الحوثية وأسلوبها

ويضيف “العملية التي تم تنفيذها لاستهداف ناقلة نفط قبالة سواحل عُمان تأتي امتدادا للعمليات التي استهدف بها الحوثيون موانئ الضبة والنشيمة وقنا، كما أن توقيت هذه العملية يوحي بأنهم، الحوثيون، قاموا بها ردا على عملية احتجاز الأسطول الخامس الأميركي لسفينة كانت تحمل موادا تفجيرية خطرة تدخل في تصنيع وقود الصواريخ الباليستية، وكان ذلك قبل استهداف ناقلة النفط بحوالي 20 ساعة تقريبا، وهي رسالة أراد بها الحوثيون تهديد الأمن البحري وممرات الطاقة ما لم يتم التغاضي عن شحنات تهريب الأسلحة والمخدرات إليهم، لاسيما في هذا الوقت الذي يعتبر فيه ملف الطاقة ملفا حساسا بالنسبة إلى دول أوروبا والولايات المتحدة بفعل انعكاسات الحرب الروسية – الأوكرانية، ناهيك عن الطلب المتزايد على الطاقة للتدفئة في أوروبا مع بدء دخول الشتاء”.

ويرى يعقوب السفيتني مدير مركز ساوث 24 للدراسات في عدن، أن الهجوم على ناقلة النفط المملوكة لملياردير إسرائيلي، قبالة سواحل سلطنة عمان، يحمل بصمات إيرانية واضحة، مشيرا إلى أن الهجوم تم عبر طائرة مسيرة مفخخة، وهي ماركة العنف التي تكاد تكون حصرية بإيران والجماعات التي تدعمها في المنطقة، لاسيما اليمن.

ولفت السفيتني في تصريحات لـ”العرب” إلى أن الهجوم يتزامن مع تصعيد من الحوثيين المدعومين من إيران ضد المنشآت النفطية في جنوب اليمن، حيث نفذت الجماعة خلال أقل من شهر هجمات ضد 3 موانئ نفطية في حضرموت وشبوة ضمن مخطط وقف الإنتاج النفطي.

وحول أهداف الهجوم، تابع “على الأرجح، تحاول إيران تنفيس الضغط الشعبي الناتج عن الثورة هناك بنقل التوترات لنقاط أخرى في المنطقة وصرف الأنظار عن الانتهاكات الجسيمة ضد المواطنين في مدنها، وكذلك إرسال رسائل للإقليم والغرب بأن أي دعم لهذه الثورة سيقابل بتهديد مصادر الطاقة وتجارة النفط العالمية التي يمر جزء كبير منها من مضيقي هرمز وباب المندب، بالإضافة إلى ذلك، ترتبط هذه الهجمات قبالة سواحل عمان التي تكررت لمرات عديدة من قبل، وكذلك ما يجري في اليمن، برغبة إيران بتعزيز موقفها في مفاوضات البرنامج النووي لطهران مع الولايات المتحدة وأوروبا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى