أخبارعالمية

إجراءات حكومة الكاظمي لا تُنهي استهداف شبكات الكهرباء

لم تُفلح الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في إنهاء الهجمات التي تستهدف شبكات الكهرباء في بلاده، حيث انقطعت المياه في منطقة الكرخ وهي الجزء الغربي من العاصمة بغداد بشكل كامل إثر توقف محطات المياه عن العمل بسبب استهداف أبراج الكهرباء المغذية لها السبت وذلك بعد إعلان حالة استنفار أمني لمواجهة هذه الهجمات.

بغداد – يعكس انقطاع المياه في جزء من العاصمة العراقية بغداد إثر استهداف شبكات الكهرباء السبت فشل الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في وضع حد للهجمات على أبراج نقل الكهرباء التي تؤرق العراقيين منذ فترة.

والجمعة أعلن الكاظمي حالة استنفار أمني لمواجهة الهجمات التي تستهدف أبراج الطاقة مُقرا في الوقت نفسه بضرورة “وضع خطط جديدة لحماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية والحد من تكرار استهدافها لما يشكله ذلك من تأثير كبير على المواطنين”، حسب بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.

والسبت انقطعت المياه في منطقة الكرخ وهي الجزء الغربي من العاصمة العراقية بشكل كامل إثر توقف محطات المياه عن العمل بسبب عمل تخريبي طال أبراج الكهرباء المغذية لها، على ما أفاد بيان رسمي.

وتزايدت منذ بداية الصيف الهجمات على أبراج التغذية الكهربائية في العراق في وقت تواجه فيه البلاد نقصاً شديداً في الكهرباء.

الهجمات على أبراج التغذية الكهربائية في العراق تزايدت منذ بداية الصيف في وقت تواجه فيه البلاد نقصاً في الكهرباء

ولا تنسب السلطات تلك الهجمات عموماً إلى جهةً ما، لكن الجيش العراقي قال إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤول عن تفجير برجٍ للطاقة الكهربائية في منطقة الطارمية الواقعة شمال بغداد الجمعة، ما تسبب في انقطاع المياه.

وعلى الرغم من أنه تمت هزيمة التنظيم عسكرياً في العام 2017، إلا أنه ما زال يحتفظ بخلايا تشنّ هجمات متفرقة.

وأجرت القوات العراقية السبت عملية عسكرية لمطاردة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الطارمية.

وقالت أمانة العاصمة في بيان إن “الجماعات التخريبية الإرهابية استهدفت مساء الجمعة البرج المغذي لخطوط الطاقة الكهربائية المغذية لمشروع ماء الكرخ والذي يخدم جانب الكرخ من مدينة بغداد وأدى إلى توقف المشروع عن العمل”.

وروى أحد سكان الكرخ أن “المياه قطعت منذ الجمعة ولا تزال مقطوعةً حتى الآن، لدينا القليل فقط من المياه في الخزان، ونخشى أن يستمر هذا الانقطاع فترة أطول”.

ودعت الأمانة المواطنين الذين يعتمدون على استخدام خزانات مياه إضافية لتأمين احتياجاتهم من المياه لاسيما خلال الصيف بسبب شحّ هذا المورد نتيجة تهالك البنى التحتية، إلى “ترشيد استهلاك المياه إلى حين عودة العمل بشكل طبيعي بالمشروع”.

وتزيد الهجمات من سوء إمدادات الطاقة في العراق لاسيما خلال فصل الصيف الذي تتخطى فيه درجات الحرارة 45 درجة مئوية. وعلى الرغم من أنه بلد نفطي لا يملك العراق قدرة على إنتاج ما يكفيه من الكهرباء بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله عاجزا عن تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

وعلى إثر هذه الهجمات عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الجمعة اجتماعاً أمنياً طارئاً للقيادات الأمنية والاستخباراتية.

الكاظمي أعلن حالة استنفار أمني لمواجهة الهجمات التي تستهدف أبراج الطاقة مُقرا في الوقت نفسه بضرورة “وضع خطط جديدة لحماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية

وشدّد الكاظمي، الذي أمر بتشكيل خلية أزمة لمراقبة وحماية الأبراج، على ضرورة أن تضع القيادات الأمنية والاستخبارية خططاً جديدة للحد من تكرار استهدافها، فيما العراق مقبل بعد شهرين على انتخابات نيابية مبكرة.

وفي وقت سابق اتهم الكاظمي قوى واهية لم يسمها بالعمل على ألا تصل بلاده إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة الكهربائية والغاز.

ويعتمد العراق منذ تسعينات القرن الماضي نظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي وتجهيز المنازل لساعات محددة في اليوم بسبب تدمير محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بعد الحروب التي خاضتها البلاد وما تلاها بعد عام 2003.

ويأتي ذلك بعد أن عجزت جميع الحكومات المتعاقبة بعد إسقاط الرئيس الراحل صدام حسين عن إعادة بناء محطات إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية رغم أنها أنفقت أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2003 حتى الآن وفق إحصائية للحكومة العراقية.

وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط، وتصل إلى 30 ألفاً في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى