أخباررياضية

أياد إرهابية تعبث باستقرار لبنان المهزوز سياسيا واقتصاديا

بيروت– عادت الحوادث الأمنية في لبنان لتتصدر المشهد في وقت يواجه فه البلد أزمة سياسية عاصفة جراء فشل تشكيل حكومة جديدة وقرار رئيس الوزراء المكلف عمر أديب الانسحاب في ضربة للجهود الفرنسية لإنقاذ البلاد.

وأثار مقتل اثنين من أفراد قوات الأمن في تبادل لإطلاق النار مع متشددين شمال البلاد المخاوف على نطاق واسع من عودة نشاط الخلايا الإرهابية لاسيما وأن هذه ليست المواجهة الأولى مع مسلحين خلال الفترة الأخيرة فسبق وأن اشتبك الجيش قبل أسابيع مع “خلية داعشية” في مدينة طرابلس شمال البلاد.

ويثير تنامي التهديد الإرهابي في لبنان تساؤلات عدة حول الجهة التي تقف خلفهم، وتباينات التكهنات بين وجه سهام اتهاماته لحزب الله وآخرين يرون أن قوى إقليمية قد تكون المحرك لتلك الخلايا، حيث اتهم رئيس حزب التوحيد وئام وهاب الأحد صراحة تركيا.

وذكر الجيش اللبناني في بيان أن العسكريين قُتلا عندما فتح المتشددون النار على نقطة تفتيش للجيش في منطقة عرمان بشمال غرب لبنان. وقُتل أحد المتشددين وفر الآخرون.

يأتي ذلك، بعد ساعات من إعلان قوى الأمن الداخلي في لبنان، في بيان، ليل السبت الأحد، مقتل جميع أعضاء “خلية إرهابية” في عملية أمنية بمنطقة “وادي خالد”، أقصى شمالي البلاد.

 

وكانت قوات الأمن اللبنانية قتلت ما لا يقل عن تسعة متشددين في تبادل كثيف لإطلاق النار مع جماعة مسلحة في منطقة وادي خالد قرب الحدود مع سوريا.

وأوضحت المصادر أن المجموعة تضم سوريين ولبنانيين وأن ضراوة الاشتباك، الذي شهد إطلاق المسلحين قذائف صاروخية، دفعت الجيش اللبناني لتطويق المنطقة.

وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إن شعبة المعلومات تمكنت من “تحديد مكان تواجد أعضاء المجموعة الارهابية في منطقة وادي خالد في منزل منعزل”، ثم اشتبكت معهم، ما أدى “الى قتل جميع الارهابيين”، بدون تحديد عدد القتلى.

وكشف مصدر أمني إلى أنه قد يرتفع عدد القتلى، مع احتمال وجود جثث بين الأنقاض التي خلفتها عملية قوى الأمن، إثر تفجير جزء من المبنى الذي كانوا يتحصّن فيه المسلحون.

وتأتي العملية بعد أكثر من شهر من قيام الجيش وقوى الأمن بمطاردة مشتبه بهم في بلدة كفتون شمال لبنان، وتحديدا مجموعة يقودها المطلوب خالد التلاوي، تورطت في جريمة وقعت في 21 أغسطس في البلدة المذكورة، قتل فيها ثلاثة من أبناء البلدة، هم عنصران من شرطة البلدية ونجل رئيس البلدية بعدما اشتبهوا بسيارة مركونة ليلاً الى جانب الطريق.

ويربط متابعون الحوادث الأمنية الأخيرة بالوضع السياسي المهزوز في البلاد وفشل تشكيل الحكومة خاصة بعد نسف الثنائي الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل للمبادرة الفرنسية بإصرارهم على الاستئثار بحقيبة وزارة المال التي كانت محور الخلاف على تشكيل الحكومة الجديدة.

وبسقوط المبادرة الفرنسية يقف حزب الله في دائرة الإتهام في وقت تحمله أطراف سياسية عديدة المسؤولية في تأزيم الوضع السياسي في لبنان وعرقلة تنفيذ الإصلاحات وإنقاذ الاقتصاد المنهار ما يجعله في مواجهة مع الرأي العام الداخلي والدولي.

ولا يستبعد مراقبون أن يلجأ الحزب على وقع تآكل شعبيته التي وصلت إلى داخل حاضنته الشيعية إلى افتعال الأزمات وترهيب اللبنانيين لتشتيت الأنظار عنه خاصة وأنه محاصر في الداخل بالضغوط الداخلية والخارج بالعقوبات الأميركية التي ارتفعت وتيرتها.

ويحمل اللبنانيون حزب الله مسؤولية ما آلت إليه البلاد من خراب بسبب ارتهانه للقرار السياسي الإيراني بجعل لبنان أداة لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى