محطات

أربيل عاصمة الصيف في العراق

أربيل (العراق) – ترى السائحة، حنان عبدالأمير من مدينة البصرة التي تزور إقليم كردستان للسنة الثانية على التوالي صحبة عائلتها، أن “كردستان تتمتع بطبيعة جميلة ومناظر خلابة لكن الخدمات السياحية ليست في المستوى المطلوب”، مشيرة إلى أنه يجب أن تتدخل السلطات السياحية في تطوير المرافق السياحية أكثر.

ويعتبر إقليم كردستان، من المناطق السياحية الواعدة والوجهات المفضلة للسياح العراقيين طوال السنة حيث درجات الحرارة المنخفضة صيفا وتساقط الثلوج شتاء، كما يعتبر الإقليم وجهة سياحية لسكان المناطق الحدودية من تركيا وإيران.

ويتفق الإعلامي المهتم بشؤون السياحة، بختيار قادر، من قضاء جومان (150كلم شمال أربيل) مع ما ذهبت إليه السائحة العراقية بشأن المرافق السياحية والخدمات، قائلا إنه “من أجل جذب أعداد أكثر من السياح العراقيين، يجب أن تخضع الفنادق والمدن السياحية ومرافقها وخدماتها للمراجعة وإعادة تصنيفها سياحيا كي تقدم أفضل الخدمات وبأسعار تناسب السائح العراقي العادي وتشجعه على المجيء والمبيت في المناطق السياحية في الإقليم”.وأكد أن “الانفتاح المجتمعي على الثقافة السياحية، يعد إحدى ركائز تطوير هذا القطاع”.

معوقات كثيرة تقف أمام تطور السياحة أكثر في الإقليم أهمها عدم اكتمال البنية التحتية المطلوبة للسياحة

ويعود التوجه إلى إقليم كردستان من قبل السياح العراقيين لسنوات عديدة، بل منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي، حيث مازال القصر الملكي الصيفي لملوك العراق في القرن الماضي شاخصا للعيان في ناحية زاويتة في ضواحي مدينة دهوك، وكذلك تسمية أربيل كعاصمة صيفية للعراق في سبعينات القرن الماضي. وبحسب الهيئة العامة للسياحة في إقليم كردستان، تعتبر مدينة شقلاوة (45 كلم شمال أربيل) ومصيف سرجنار في ضواحي مدينة السليمانية الوجهتين السياحيتين الأبرز للعراقيين نظرا لقربهما من مراكز المدن.

وشقلاوة مشهورة بمنتجات محلية عديدة تستخرج من أنواع الفواكه المحلية التي تكثر في المنطقة، إلا أنه كان للوضع السياسي المتأزم دوما بين الحكومة العراقية والحركات الثورية المسلحة سابقا والأزمات المستمرة بين بغداد وأربيل حاليا تأثيرا مباشرا على حركة السياحة في الإقليم باستمرار.

وقد شهدت السياحة ازدهارا ملحوظا مع استباب الأمن وانخفاض درجات التوتر والأزمات بين بغداد وأربيل.

كردستان

يقول مولوي جبار رئيس الهيئة العامة للسياحة في الإقليم، إن”السنتين الأخيرتين شهدتا ارتفاعا ملحوظا في أعداد السياح العراقيين من كافة مناطق العراق، مشيرا إلى أن عدد السياح الذين قصدوا الإقليم عام 2018 بلغ حوالي ثلاثة ملايين سائح 15 بالمئة منهم من الدول المجاورة وبالأخص تركيا وإيران ودول الخليج والدول الأوروبية”.

وأضاف جبار، أنه “ومع بداية هذا العام خططنا لاستقبال ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح ومع نهاية النصف الأول من العام، زار مدن الإقليم حتى نهاية الشهر الماضي مليون و900 ألف سائح”.

وعن أسباب الارتفاع النسبي لأعداد السياح لهذا العام، أفاد رئيس هيئة السياحة أن “الأمن والأمان المستتب في معظم مناطق الإقليم وحالة الاستقرار التي تسود العلاقات بين أربيل وبغداد هما السببان الرئيسيان لارتفاع أعداد السياح”.

وأشار إلى أن “معوقات كثيرة تقف أمام تطور السياحة أكثر في الإقليم أهمها عدم اكتمال البنية التحتية المطلوبة للسياحة والنقص في شبكة الطرق العصرية، فضلا عن المشكلات الأمنية في المناطق الحدودية مع كل من إيران وتركيا بسبب تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني في تلك المناطق التي تعد من أكثر المناطق السياحية الجذابة صيفا وشتاء”.

وقال عبيدالله داوود مدير السياحة في محافظة دهوك، إن “قطاع السياحة في المحافظة شهد تطورا إيجابيا ولكن ليس بمستوى ما نطمح إليه”.

وأضاف أن “البنية التحتية والعامل الأمني المتعلق بتواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني في بعض المناطق المهمة يؤثران سلبا على السياحة”، مشيرا إلى “أن هناك مناطق سياحية عديدة في أقضية زاخو، وشيخان، وآميدي، وآكرى محرومة من النشاط السياحي بسبب تواجد مسلحي حزب العمال الذي يشكل خطرا على السياحة والسياح”.

من جانبه، أبدى يشير هروري مدير إحدى الشركات السياحية الخاصة في مدينة دهوك ارتياحه عن نسبة السياح العراقيين لهذه السنة قائلا، “لكن لو تم تطوير البنية التحتية أكثر وانتهت المشاكل الأمنية في المناطق البعيدة والحدودية لشهد قطاع السياحة في المحافظة تطورا أكبر، ولجذبت أعدادا هائلة إلى تلك المناطق المعروفة بجمالها الطبيعي الخلاب”.

كردستان

وأعرب، علاء حسين، وهو سائح من بغداد يزور أربيل مع عائلته للمرة الأولى ضمن مجموعة سياحية تزور الإقليم عن ارتياحه وسعادته لزيارة المناطق السياحية في شلال كلي على بك وجنديان، وإعجابه الشديد بالأمن والأمان في تلك المناطق، داعيا إلى إيلاء المرافق السياحية في الإقليم عناية أكثر وتحسين شبكات الطرق.

وعن وضع السياحة بالنسبة للسياح الإيرانيين، قال الإعلامي بختيار قادر، “حسب معلوماتي ، انخفضت نسبة السياح الإيرانيين هذه السنة بدرجة كبيرة بسبب التدهور المستمر للعملة الإيرانية التي تمنع أي مواطن إيراني من التفكير في السياحة،لأن فرق العملة يجعل مصاريف السائح الإيراني بعملته المحلية تمثل مبالغ خيالية نسبيا”.

وشدد على أهمية “إصلاح مكامن الخلل في البنية التحتية للسياحة في الإقليم لكي يشهد قطاع السياحة طفرة كبيرة تفيد الدخل العام بشكل واضح”.

كردستان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى