الأخبار

أبوظبي: ارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولا

أبوظبي – قطعت الإمارات الطريق على كل من يحاول ارباك علاقتها مع السعودية وتوتيرها في رسالة واضحة  وحاسمة بأن التحالف بين البلدين مبني على أسس متينة ومتماسكة في إطار العلاقة الإستراتيجية الراسخة بين الرياض وأبوظبي، ورؤيتهما المشتركة لمعالجة العديد من الملفات الساخنة في المنطقة عامة واليمن بشكل خاص.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن السعودية هي من تقرر استمرار دور أبوظبي ضمن قوات التحالف العربي من عدمه.

وأضاف “قرقاش” “من واقع علاقتنا الإستراتيجية مع السعودية الشقيقة فهي التي تقرر استمرار دورنا في مساندة الاستقرار في اليمن ضمن التحالف العربي من عدمه”.

وقال إن “مشاركة الامارات في عاصفة الحزم وضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين”.

وأضاف “استمرارنا في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية الشقيقة مرتبط بهذه الدعوة”.

وترى مصادر دبلوماسية خليجية أن التوافق السعودي الإماراتي بشأن معالجة التطورات في عدن بأنه تأكيد على عمق التحالف الاستراتيجي بين البلدين ورسالة حاسمة إلى المراهنين على دق إسفين بين الرياض وأبوظبي بفشل خططهم وحملاتهم وأجنداتهم الإقليمية.

وتابع قرقاش “ارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولا وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي”.‏

وأشار الوزير الإماراتي إلى أن “التحالف السعودي الإماراتي ضرورة إستراتيجية في ظل التحديات المحيطة”.

وكانت وسائل إعلام تابعة لقطر وأخرى محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين قد سعت لاستغلال المواجهات في عدن ومحاولة إظهارها كخلاف بين قطبي التحالف، كما شارك بعض الإعلاميين والسياسيين المحسوبين على “الشرعية” في الحملة وظهر بعضهم على قناة الجزيرة وقنوات أخرى تابعة لقطر وتبنوا ذات الخطاب العدائي تجاه السعودية.

وأوحت أجواء الأزمة التي روجت لها مصادر قطرية وإخوانية إلى ركوب بعض السياسيين اليمنيين موجة التصريحات شديدة العداء للسعودية أو الإمارات أو الاثنتين معا، مما جعلهم أمام انكشاف لما ظل باطنيا إلى اليوم.

وتصدر وزراء ومسؤولون وإعلاميون في الحكومة اليمنية الإساءة لدولة الإمارات وجهود تسميم العلاقة بين أبوظبي والرياض منذ إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي منتصف العام 2017، غير أن هذا الدور يتصاعد بشكل مطّرد مع كل أزمة أو حدث تشهدهما الساحة اليمنية المضطربة.

وكشفت مواقف إعلامية ملتبسة صادرة عن مسؤولين وإعلاميين ودبلوماسيين يمنيين عن حجم الاختراق الإخواني والقطري للحكومة اليمنية، حيث امتد الهجوم الإعلامي الذي تركز حول الإمارات إلى قيادة التحالف ممثلة بالسعودية بهدف ابتزازها إعلاميا تارة وتشويهها تارة أخرى عبر الإيحاء بمشاركتها الضمنية في الأحداث التي شهدتها عدن في العاشر من أغسطس وصولا إلى تداعيات أبين وشبوة.

وعلى مدار السنوات الماضية التي شهد خلالها اليمن أوضاعا بالغة التعقيد جرّاء انقلاب الحوثيين على السلطات اليمنية وغزوهم مناطق شاسعة بالبلد، قامت دولة الإمارات العضو الرئيسي في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بدور حيوي متعدّد الأوجه في البلد لم يقتصر على المشاركة في مواجهة ميليشيا الحوثي عسكريا وتقديم مختلف أنواع الدعم لقوات المقاومة والجيش الوطني، بل تعدّاه إلى مواجهة الإرهاب والتصدّي لمحاولة تنظيم القاعدة استغلال الظرف الاستثنائي في اليمن والاستيلاء على أجزاء من أراضيه، وهو ما تجسّد من خلال عملية طرد التنظيم من المكلاّ مركز محافظة حضرموت بالشرق اليمني، وهي العملية التي كان للإمارات دور حاسم فيها.

ويقول متابعون للشأن اليمني إن الإمارات عملت الكثير لأجل ضمان استقرار اليمن سواء ما تعلق بالحرب على الحوثيين، أو عبر دورها المؤثر في منع المتمردين المرتبطين بإيران من السيطرة على ميناء الحديدة، والتحكم في حركة الملاحة من وإلى البحر الأحمر، وهو مكسب ليس فقط لليمنيين أو لدول الخليج، ولكن للعالم ككل، وهو دور يتكامل مع الجهود الدولية لحماية أمن الملاحة في مضيق هرمز وخليج عمان.

كذلك اضطلعت الإمارات بدور إنساني وإغاثي وتنموي في العديد من المناطق اليمنية وأوصلت عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الآلاف من الأطنان من المساعدات المتنوعة من أغذية وأدوية وألبسة وأغطية ومعدّات إيواء لسكان المناطق الأكثر فقرا وتضرّرا من الحرب والكوارث الطبيعية. كما دعّمت العملية التعليمية في العديد من المناطق اليمنية وافتتحت العديد من المدارس وقامت بتجهيزها.

وإلى جانب ذلك أظهرت الإمارات دعما مستمرّا لجهود حلّ القضية اليمنية بالطرق السلمية، والتي قادتها الأمم المتّحدة عبر مبعوثيها إلى اليمن.

Thumbnail

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى