تقنية

أبل تبحث عن بداية جديدة بعد مغادرة كبير مصمميها

أبل تبحث عن بداية جديدة بعد مغادرة كبير مصمميها

جوني إيف يؤسس شركة جديدة بعد أن قاد تصاميم أبل 27 عاما في خطوة يراها البعض طبيعية وتأتي في سياق إعادة هيكلة الشركة.

لندن – كشفت تحركات سهم أبل اليوم عن حيرة المستثمرين بشأن ما ينتظر الشركة بعد رحيل كبير مصمميها السير جوناثان (جوني) إيف، الذي أعلن أنه سيؤسس شركة جديدة باسم “لاف فروم” في وادي السيليكون وأنه سيعتبر أبل من كبار زبائنها.

وظهر انقسام الآراء وحجم الصدمة في فقدان القيمة السوقية لأبل لنحو 7 مليارات دولار من قيمتها، في وقت يبحث فيه المحللون عن تأثير استقالة المصمم البريطاني، الذي كان محورا أساسيا لأعمالها منذ عام 1992.

ويرى البعض أن رحيل إيف يمثل خطوة طبيعية وقد يكون فرصة لإعادة هيكلة تصاميم أبل، خاصة في ظل تباطؤ مفاجآت الشركة، واتساع المنافسة، التي تحتاج انطلاقة جديدة لمواكبة التحديات المتزايدة.

وقال دان تشونغ، الرئيس التنفيذي لشركة ألغر، أحد مساهمي شركة أبل منذ فترة طويلة إن “رحيل جوني إيف أمر محزن وأنه سيمثل نهاية حقبة لا تصدق”.

لكنه أضاف أن خروج كبير مصممي أبل سوف يتيح المجال لظهور رؤية تصميمية جديدة وأن “إعطاء فرصة لمواهب جديدة للارتقاء والتألق قد يكون أفضل للشركة”.

كارولينا ميلانيسي: أبل بحاجة للخروج من ظل إيف لدخول فلسفة جديدة

وأوضع أن رحيل إيف لم يكن متوقعا، خاصة أنه ارتبط لفترة طويلة بفلسفة الشركة وهو من آخر أعمدة أبل، حيث كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع المؤسس المشارك والرئيس ستيف جوبز، أدت إلى منتجات ناجحة مثل أيبود وآيفون، الأمر الذي وضع الشركة على طريق أن تصبح من أكبر الشركات في العالم.

لكن صحيفة فايننشال تايمز تقول إن أبل باتت في السنوات الأخيرة أقل اعتمادا على تلك الأجهزة الشهيرة، التي صنعت شهرة إيف، وقادته للحصول على لقب فار (سير) من قبل ملكة بريطانيا.

وقال جين مونستر المحلل في شركة لوب فينتشرز إن “الجواب البسيط هو أن رحيله لا يحث أي تغيير يذكر لأنه لم يشارك في أي تصاميم نوعية كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية”.

وأشارت كارولينا ميلانيسي محللة تكنولوجيا المستهلك في مؤسسة كرييتيف ستراتيجيز إلى أن السير جوناثان تحول في السنوات الأخيرة من التركيز على منتجات أبل إلى الاهتمام ببيئة العمل في الشركة، من تصاميم متاجر البيع بالتجزئة إلى مقر الشركة الجديد الذي يشبه سفينة الفضاء في كوبرتينو، والذي ساعد في تصميمه.

وأضافت أن مغادرته قد تكون “رغبة طبيعية في الخروج والقيام بشيء آخر”، وأكدت أن أبل لديها فريق يمكنه أن يبدأ فلسفة جديدة بحرية تامة بعد أن كانت يعمل في ظل إيف طوال الوقت.

ويرى بعض المستثمرين أن إجراء تعديل في صفوف فريق التصميم تأخر عن موعده، في أعقاب نضوج سوق الهواتف الذكية ومحاولات أبل الشاقة لإيجاد مصادر جديدة للإيرادات لخفيف اعتمادها الشديد على مبيعات الهواتف الذكية، التي تراجعت بشكل كبير.

وكانت أبل قد نجحت في السنوات السبع التي تلت وفاة جوبز في عام 2011 في مضاعفة إيرادات آيفون لتصل إلى 166 مليار دولار سنويا، لكنها لم تفعل الكثير منذ العام الماضي لطرح منتجات جديدة وإيجاد محركات جديدة النمو.

وتحولت أبل في العام الحالي لتنمية إيرادات الاشتراكات في الخدمات مثل أبل ميوزيك ومتجر التطبيقات وتلفزيون أبل، لتقلص الاعتماد على الأجهزة والإكسسوارات التي ارتبطت بكبير مصمميها جوني إيف.

جين مونستر: جوني إيف لم يشارك في أي تصاميم منذ 4 سنوات
جين مونستر: جوني إيف لم يشارك في أي تصاميم منذ 4 سنوات

وقال كيفن ووكوش من شركة جينسن لإدارة الاستثمار وهي أحد مستثمري أبل “لقد تغير العالم كثيرا خلال العشرين عاما الماضية… تكون هذه نقطة جيدة بالنسبة لأبل لتحديث علامتها التجارية”.

وأضاف “سيكون من المستحسن أن تحصل على جرعة جديدة من الابتكار، ليس في التكنولوجيا فقط، بل في التصاميم أيضا”.

وقال جيف بلابر، المحلل في شركة سي.سي.أس إنسايت، إن الجيل القادم من منتجات أبل المبتكرة من السيارات ذاتية القيادة إلى نظارات الواقع الافتراضي والمعزز، لا تزال في البداية، ما يجعل توقيت رحيل إيف منطقيا”.

وأضاف أنه أصبح “من الصعب معرفة كيف يمكن أن يأخذ إيف تصاميم أبل إلى آفاق جديدة. من الواضح تماما أن بعض الآفاق التي تخطط أبل للانتقال إليها مثل السيارات ذاتية القيادة والنظارات ستستغرق سنوات لتكريس مواقعها فيها وتقديم منتجات تجارية.

وبدل عمل فرق التصميم الصناعي وواجهات البرامج في أبل مع السير جوناثان كرئيس تنفيذي للتصميم، ستقدم تلك الفرق تقارير إلى جيف ويليامز، كبير موظفي العمليات.

قال بلابر إن سهولة الاستخدام في تصميم الأجهزة وواجهات الاستخدام الإلكترونية كانت من أبرز مزايا فلسفة أبل. ويمكن القول إن تحديات التصميم ستكون أكثر تعقيدا في ظل اتساع الخدمات التي تقدمها الشركة.

وأشار إلى اتساع خدمات الموسيقى والفيديو والبيانات السحابية، التي تحتاج إلى تصميم لمزيد من البرامج، وهو ما يجعل ارتباطها بمدير العمليات أمرا مبررا.

وشبهت ميلانيسي رحيل إيف بالتحول من قيادة ستيف جوبز إلى تولي تيم كوك قيادة أبل. وقالت إن “كوك جلب حينها مجموعة مختلفة تماما من المهارات وأعتقد أن هذا ما سيحدث مع تولي ويليامز الإشراف على التصميم، خاصة أنه يعرف جيدا مجمل أعمال الشركة. لكن المدوّن المعروف جون غروبر، الذي يراقب عمل أبل عن قرب منذ فترة طويلة، يقول إن “هذا الهيكل التنظيمي لا معنى له”، وإنه لا يفهم كيف يمكن لقسم التصميم أن يكون تابعا لقسم العمليات.

وقال نيل سايبارت المحلل في شركة “أبف أفالون” إن أحد أسباب عدم وجود رد فعل أقوى في أسواق المال على رحيل السير جوناثان هو أن “الكثير من الناس لا تقدّر أهمية ثقافة التصميم التي تقودها أبل وخاصة التصميم الصناعي.

وأضاف أن رحيل السير جوناثان لا يبدو أنه يشير إلى تغيير كبير في فلسفة وثقافة التصميم لدى أبل. ورجّح أن لا نشهد أي تأثير لرحيله قبل مرور عدة سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى