الأخبار
إيران توظف حزب الله لتأخير هزيمة الحوثيين في معقلهم بشمال اليمن
إيران توظف حزب الله لتأخير هزيمة الحوثيين في معقلهم بشمال اليمن
مقتل ثمانية من عناصر حزب الله في عقبة مران بصعدة، ومعركة الحديدة قلصت خيارات إيران لمساعدة ميليشيا الحوثي.
وجود عناصر حزب الله اللبناني في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، يعكس محاولة إيران المتحكّمة بقرار الحزب مساعدة المتمرّدين الحوثيين على الصمود لأطول وقت ممكن بعد أن أشعل التحالف العربي المواجهة ضدّهم في عدّة جبهات بشكل متزامن، الأمر الذي شتّت جهودهم وأضعف قدرتهم على مواصلة الحرب.
الرياض – أُعلن الاثنين عن مقتل عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال العملية العسكرية الجارية ضدّ المتمردين الحوثيين في صعدة بشمال اليمن.
ويجمع بين ميليشيا الحوثي والحزب المذكور ولاءهما لإيران إذ يعدّان من أذرعها في المنطقة العربية، وبينهما تنسيق وتعاون حيث تحتاج الميليشيا لخبرات الحزب في حرب العصابات وتهريب الأسلحة وإعادة تركيب المفكّك منها باعتباره أكثر الأذرع الإيرانية قوّة وتحظى عناصره بدورات تكوين في عدّة اختصاصات عسكرية بإيران على يد الحرس الثوري.
ويشترك الطرفان في استخدام أسلحة ومعدّات مهرّبة من إيران بينها الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في قصف مناطق داخل الأراضي السعودية.
ويفسّر وجود عناصر الحزب في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، بجهود إيران لمساعدة المتمرّدين على الصمود في فترة بالغة الصعوبة بالنسبة إليهم بعد أن فتح التحالف العربي بشكل متزامن جبهتي الحديدة على الساحل الغربي وصعدة في الشمال، إضافة إلى جبهات أخرى في البيضاء جنوبي العاصمة صنعاء، ونهم بشرقها، الأمر الذي شتّت جهود ميليشيا الحوثي وأضعف قدرتها على المواجهة.
والإبقاء على سيطرة الحوثيين على عدد من المناطق اليمنية والحفاظ على قدرتهم على مواصلة الصراع وخوض الحرب، أمر حيوي بالنسبة لإيران التي ستكون هزيمة وكلائها في اليمن هزيمة لها أمام خصومها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية.
ويقول متابعون للشأن اليمني إنّ الأوضاع في اليمن بدأت تسلك وجهة معاكسة لإرادة إيران وقدرتها على الفعل والتأثير، وأنّ خيارات طهران لنجدة وكلائها الحوثيين ودرء الهزيمة عنهم ضاقت إلى حدّ بعيد مع إقفال التحالف العربي لجبهة الساحل الغربي منفذ تهريب السلاح والذخائر إليهم.
ويرى هؤلاء أن محاولات إيران تقتصر على تأخير الهزيمة العسكرية للحوثيين بعد أن باتت وشيكة في انتظار ما ستفضي إليه جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي استأنف جولته بالمنطقة في محاولة لنزع فتيل معركة مدينة الحديدة.
وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، الاثنين، أنّه قتل ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال عملية عسكرية استهدفت المتمردين شمال العاصمة صنعاء.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إنه تم “استهداف 41 عنصرا إرهابيا في عقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم”، مضيفا “من بين القتلى ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني الإرهابي: قائد وسبعة عناصر إرهابية”.
وتقع عقبة مران في محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران.
جهود إيران تقتصر على محاولة ربح الوقت للحوثيين في انتظار ما ستفضي إليه تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث