محطات

بائعة المناديل: شاركت بالسباق جائعة

بائعة المناديل: شاركت بالسباق جائعة

القاهرة – أشرف عبدالحميد

من داخل منزل بسيط ومتواضع بمنطقة خور المحمودية بأسوان جنوب #مصر، تحدثت مروة حسن، الطفلة التي هزت مشاعر المصريين بعد فوزها بماراثون جري نظمه مركز مجدي يعقوب لدعم السياحة بالمحافظة.

مروة روت ما حدث خلال مشاركتها في السباق، ورغم أن التفاصيل مؤلمة إلا أنها كشفت عن إرادة طفلة مصرية هزمت الفقر وتحدته، وصنعت لنفسها لحظات سعادة لا تقدر بمال.

وقالت مروة في تصريحات لـ”العربية.نت” إنها استيقظت من نومها يوم الجمعة الماضي مبكرا لتبيع المناديل أمام حديقة درة النيل بأسوان، حيث تساعد والدها وأشقاءها في مواجهة نفقات الحياة بعد وفاة والدتها، وعندما حان وقت الصلاة دخلت المسجد وأدت صلاتها، وعقب خروجها وجدت تجمعا لعدد كبير من الأطفال أمام الحديقة.

وتضيف مروة أنها سألت موظف الأمن عن سبب هذا التجمع فقال لها إنه ماراثون للجري، مشيرة وبلهجة بريئة إلى أنها سألته عن معنى ماراثون، فقال لها إنه مسابقة للجري بين الأطفال.

 

وتتابع الطفلة السمراء قائلة “قلت لموظف الأمن أريد أن أرمح (أجري) مع هؤلاء الأطفال، فأنا أحب الرمح، وسأفوز عليهم جميعا”، وتعاطف معي وقدمني للمسؤولين عن المسابقة، ووافقوا على مشاركتي، ولم يطلبوا مني أي نقود أو أوراق”.

وتقول إنها شاهدت الأطفال يرتدون أحذية وملابس رياضية، ويستعدون بقوة للسباق وهي لا تملك ذلك، مضيفة أنها ارتدت الإسدال الخاص بها، وخلعت نعلها، لأنه سيعوقها خلال الجري، وفور انطلاق صافرة البداية رمحت كالسهم”.

وتكشف مروة عن موقف مؤثر حدث لها خلال السباق، وهو أنها كانت قبل انطلاق المسابقة جائعة، حيث خرجت من منزلها في الصباح الباكر، وظلت في الشارع حتى موعد السباق، وخلال الجري شعرت بالتعب والإعياء لأنها كانت جائعة، لكنها تماسكت وقاومت حتى تفوز وتحقق وعدها لموظف الأمن والمسؤولين الذين سمحوا لها بالمشاركة.

وتقول إنها ظلت جائعة حتى انتهاء المسابقة وإعلان فوزها، ولم تتناول أي طعام إلا بعد العودة لمنزلها، مضيفة أنها تشكر كل المسؤولين عن السباق الذين شجعوها وتعاملوا معها بإنسانية.

وأوضحت أن المسؤولين أهدوها ميدالية ومضربا ورحلة نيلية في اليوم التالي.

 

مروة تحلم أن تصبح طبيبة وتعالج الفقراء مجانا، وتقول إنها تتمنى أن تخفف الأعباء عن كاهل والدها الذي يعاني من أمراض كثيرة، ويعمل بقدر طاقته وجهده لينفق عليهم.

ويقول والد مروة، حسن سالم، إنه كان يعمل مراكبي في النيل أثناء ازدهار السياحة، لكن بعد ثورة يناير وتوقف النشاط السياحي أصبح يعمل كسائق توكتوك وفي أعمال البناء والمعمار للإنفاق على أسرته المكونة من 5 أطفال، مؤكدا أن مروة تساعده في مواجهة أعباء الحياة، وتشعر بمعاناته وتخفف عنه كثيرا.

ويضيف أن ابنته الصغيرة حرمت من الاستمتاع بطفولتها، وهو ما يحزنه كأب، لكن الله عوضها بإرادة فولاذية وعزيمة وإصرار على تحقيق أهدافها، لذا يحبها الجيران وأهل الخير، ويساعدونها ماليا، ويمنحونها راتبا شهريا كمساعدة لها، لكنها تمنحها له للإنفاق على المنزل.

 

ويؤكد أن أقصى ما يحلم به أن يطيل الله في عمره حتى يكبر أولاده ويصبحوا قادرين على تحمل مسؤولية حياتهم، مضيفا أن ما يطمئنه عليهم ولو قليلا أن شقيقتهم مروة تتحمل مسؤوليتهم رغم عمرها الصغير، وتقوم بدور الأب والأم لهم بكل حب وحنان ومسؤولية، وهو ما قد يعوض غيابه لو حدث له أي مكروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى